“المغربية للصلب” تسعى لتصبح مزود مصنعي “رونو المغرب”

تسارع شركة “المغربية للصلب” الزمن من أجل إقناع مجموعة “رونو المغرب” بجودة منتوجاتها من أجل اعتمادها ممونا لمصنعيها “صوماكا” بالدار البيضاء “ورونو ملوسة” بطنجة.

وتجري، حاليا، مفاوضات بين الطرفين للتوقيع على اتفاقية ستصبح الشركة المغربية، بمقتضاها، الممون الرئيسي للمجموعة الفرنسية بقطع الصلب المخصصة لصناعة هياكل السيارات.

وأكدت مصادر من “رونو المغرب” أن هناك مفاوضات، بالفعل، بين الطرفين، لكن ليس هناك أي اتفاق موقع حتى الآن. وأوضحت المصادر ذاتها، أن المجموعة الفرنسية أعدت دفتر تحملات سلمته للشركة “المغربية للصلب” من أجل دراسة بنوده وشروطه. ويحدد هذا الدفتر مجموعة من المعايير والشروط التي يتعين أن تتوفر في الصلب المنتج من قبل “المغربية للصلب” لقبوله من قبل المصنع الفرنسي للسيارات. وأضافت المصادر ذاتها أن الصلب المخصص لصناعة هياكل لسيارات يتطلب تقنيات خاصة، بالنظر إلى الجوانب الأمنية المطلوبة في هذا النوع من المنتوجات.

واعتبرت مصادر جيدة الاطلاع أن المفاوضات ستكون صعبة، بالنظر إلى أن الشركة المغربية ستواجه منافسة قوية من المنافسين، الذين يزودون مصنعي المجموعة الفرنسية “صوماكا” و”رونو ملوسة”، حاليا، مضيفة أن هؤلاء المنافسين سيمارسون ضغوطات على المصنع الفرنسي من أجل عدم إلغاء الاتفاقيات التي تجمعهم به.

وأفادت المصادر ذاتها، أن “رونو المغرب” تؤمن 80 % من حاجيات مصنعيها من الصلب من شركة “أرسيلور” الإسبانية، في حين تجلب 20 % المتبقية من الشركة التركية “إردمير”. وإذا ما تمكنت “المغربية للصلب” من الفوز بثقة المجموعة الفرنسية لصناعة السيارات، فإنها ستحقق أكبر صفقة في تاريخها، بالنظر إلى الكميات التي ستوردها لمصنعي “رونو المغرب” بطنجة والدار البيضاء. فالمجموعة الفرنسية تسعى إلى رفع إنتاجها في السنوات المقبلة ليصل إلى 400 ألف وحدة في السنة، علما أن الوتيرة، وصلت، خلال السنة الماضية إلى 180 ألف وحدة، وينتظر أن ترتفع الوتيرة إلى 200 ألف وحدة، خلال السنة الجارية، ما يعني أن “المغربية للصلب” ستكون في حاجة إلى رفع إنتاجها للاستجابة للكميات الكبيرة المطلوبة لمواكبة النمو المرتقب لإنتاج السيارات في السنوات المقبلة. كما أن الصفقة ستكون مربحة أيضا بالنسبة إلى “رونو”، بالنظر إلى أن التزود من المواد الولية محلية الصنع سيرفع من معدل قاعدة المنشأ بالسيارات المنتجة بالمغرب، ما سيفتح أمامها الأسواق التي تربط المغرب بها اتفاقيات التبادل الحر.

واعتبرت مصادر من الجمعية المغربية لصناعة وتجارة السيارات أن عملية المفاوضات ستتطلب وقتا، بالنظر إلى المعطيات التقنية التي يتطلبها هذا النوع من المفاوضات. وأكدت أنه حتى في حال التوصل إلى اتفاق بين الطرفين، فإن التوقيع على الاتفاق النهائي بين “المغربية للصلب” و”رونو” لن يتم قبل متم السنة المقبلة. وسيساهم التوصل إلى اتفاق بين الطرفين في إنعاش الاستثمار في المجال، الذي يحظى بأهمية لدى المغرب، إذ تعتبر صناعات السيارات من ضمن المهن العالمية للمغرب.

Total
0
Shares
المنشورات ذات الصلة