مخططات دموية ضد فنادق ومقرات أمنية

معلومات غزيرة عن مخططات لحمامات دم بشعة، كشفت عنها تحقيقات عناصر المكتب المركزي للأبحاث القضائية، مع أفراد خلية آسفي، الذين أتموا يومهم الرابع، بمقر “بسيج” بسلا.

وأقنع زعيم الخلية، المكونة من خمسة أفراد، زملاءه بتنفيذ هجمات محليا بالاقتصار في البداية على آسفي، إذ حدد أهدافا تمثلت في هجومات خاطفة ومدروسة على مقرات الدرك والأمن الوطني، بواسطة السكاكين والسيوف، قصد الحصول على أسلحة نارية وألبسة رسمية للتنكر قصد إنجاح هجمات أخرى.

كما وضعت الخلية ضمن أهدافها الهجوم على حانة بآسفي، تتكتم “الصباح” عن ذكر اسمها، ناهيك عن تنفيذ ضربات إرهابية في أماكن حيوية، (فندق وعلبة ليلية، ومحطة سياحية بسيدي بوزيد بالجديدة)، تحت ذريعة “تضريب الكفار في معاقل الفسوق والفجور”.

ولم تتوقف أهداف المدعو أبو الليث، وهو أمير الخلية، عند هذه الأهداف، بل سارت أيضا في تحقيق أجندة “داعش” عبر قاعدة قتل البعيد لإرهاب القريب، بالاعتماد على تصفية سياح غربيين بآسفي والمناطق المجاورة لها.

وفضحت الأبحاث الميولات المجنونة للمتهمين، بوصفهم منفذي مجزرة إمليل بالشجعان وتمجيدهم للجريمة النكراء، مع انتقاد مرتكبيها بوصفهم بعديمي الخبرة لاعتقالهم بسرعة.

ومكنت التحقيقات التي يباشرها الذراع القضائي للمخابرات المدنية من الإلمام بكل التفاصيل وخطورة المتهمين وتنسيقهم في ما بينهم، خدمة لأجندة ما يسمى دولة الخلافة، وكذا ربطهم اتصالات مع قادة ميدانيين في سوريا والعراق، بل وهجرة بعضهم للالتحاق بالتنظيم الإرهابي.

وتفيد المعلومات المتواترة أن زعيم الخلية، واسمه عبد اللطيف، اختار لقب أبو الليث للتواصل مع زملائه، وهو مجاز في الحقوق وطالب في الآن نفسه في العلوم الشرعية، وانخرط في نشر عقيدة التنظيم المتطرف، بعقد اجتماعات للتجنيد، لفائدة المعتقل المسمى سفيان، إضافة إلى عبد الرحمان وشخص آخر يحمل الجنسيتين المغربية والتركية، ويسمى علي، ويوجدان في تركيا.

وتتجلى الطريقة البيداغوجية للإيمان بعقيدة التكفير، في الإكثار مشاهدة عمليات جهادية وأشرطة قطع الرؤوس، قبل الشروع في تجنيد أبناء حي أشبار بآسفي لتحقيق الأهداف الإرهابية.

وفي فبراير 2017، التحق زعيم الخلية الملقب بأبو الليث، بموريتانيا لاستكمال دراسة الشريعة بـ “محضرة النباغية” بموريتانيا، وهي عبارة عن مدرسة عتيقة يفد إليها طلاب العلوم الدينية من كل البقاع، وتوجد في ضواحي نواكشوط. وطيلة فترة مكوثه بالمحضرة سالفة الذكر، ظل المتهم يحاول عبثا الالتحاق بالتنظيمات المتطرفة لربط علاقات بزعمائها، وذلك لتثمين علاقة خليته والتنسيق مع المنتمين إلى “داعش” بالصحراء والساحل قصد الحصول على تزكية لقيادة خلية آسفي.

وفي مطلع 2018، عاد المتهم إلى آسفي، بعد قضائه سبعة أشهر بموريتانيا، وجمع رفاقه سفيان وعبد الله وعماد ويونس، وتم الشروع في عقد اجتماعات وتتبع أخبار داعش ببؤر التوتر بسوريا والعراق، مع الحرص على نشر الكراهية في صفوف مريديه، وعلى الخصوص تجاه النظام ومؤسسات الدولة، بما فيها السلطات الأمنية. ونظم أفراد الخلية في صيف 2018 رحلات إلى غابة سيدي بوزيد، اختلوا فيها ببعضهم وناقشوا خلالها مشروعية الجهاد خدمة لأجندة ما يسمى بدولة الخلافة، كما حفظوا أناشيد جهادية كانوا يرددونها جماعة.

وأظهرت الأبحاث أن أفراد الخلية أفلحوا في ربط الاتصال بقادة ميدانيين لداعش يوجدون بالحسكة والموصل، عبر موقع “تلغرام” و”فيسبوك”، سيما مع القيادي الملقب بذي النورين. وخلال الدردشة التي دارت بينهم، ضمن المسمى أبو الليث لأفراد الخلية الإرهابية الالتحاق بداعش في سوريا والعراق، وللغرض نفسه وضعوا المسمى علي الحامل للجنسيتين التركية والمغربية بإسطنبول، لتسهيل عملية التسلل إلى بؤر التوتر.

والتحق المتهم عماد بعلي وعبد الرحمان في إسطنبول، في رحلة انطلقت في 14 مارس 2018، قبل لقائه بداعشي آخر سوري الجنسية واسمه محمد، حيث اشتغل رفقة عبد الرحمان في ضيعة فلاحية بالضواحي، في انتظار الوقت المناسب للتسلل إلى سوريا، بالاعتماد على وثائق مزورة ينجزها سوري، لكن تسريح عماد وعبد الرحمان من العمل بالضيعة بعد شهر من العمل، دفعهما للالتحاق بعلي، ذي الجنسية المزدوجة في اسطنبول، قبل أن يقرر عماد، بعد ذلك العودة إلى المغرب، خوفا من أن يعترف به المواطن السوري، لدى السلطات الأمنية التركية.

المصدر (الصباح)

Total
0
Shares
المنشورات ذات الصلة