الرجاء والتلفزيون .. عندما يصاب الزيات بالحَوَل

اقترف جواد الزيات، رئيس فريق الرجاء البيضاوي، تصريحات بهلوانية، مساء أمس الخميس، اتسمت بالرعونة والتسرع، وتضمنت الكثير من المغالطات والترهات التي تنم على أن المسير لم يستوعب بعد وضعية كرة القدم في البلاد، ولا حالة الفريق العتيد الذي يسير.

وإلى جانب حديثه عن القميص الجديد للرجاء، ومعضلة الاشهار والمستشهرين، تحدث الزيات عن مداخيل النقل التلفزيوني معتبرا إياها “مشكلة الرجاء” الأساسية، لأنها تصرف بشكل متساوي على جميع فرق البطولة، في وقت يطالب فيه المسير أن توزع أموال النقل التلفزيوني حسب قيمة كل نادي.

وقال الزيات إن المتابعة التلفزيونية للفرق الكبرى مثل الرجاء كبيرة جدا مقارنة مع الفرق الاخرى، مضيفا ان ما يمنحه التلفزيون مبلغ هزيل وأن كرة القدم المغربية تستحق مبلغا أكبر.

ولأن الزيات لا يملك الشجاعة الكافية لطرح المشاكل الحقيقية، والبحث عن حلول صائبة للنادي الكبير اختار ممارسة “الحكرة” على التلفزيون باعتباره الحيط القصير. لكن دعونا نساعده في نقاش صائب بدل غاراته البئيسة وتصريحاته الشعبوية التي لا تقدم ولا تأخر :

أولا، التلفزة المغربية (أو الشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة) لا توزع الأموال على الفرق، بل تمنح الجامعة الملكية لكرة القدم 11 مليار سنتيم تقوم بتوزيعها بالطريقة التي حددتها أي بالتساوي 600 مليون سنتيم لكل فريق.

ثانيا، الشركة الوطنية تقوم بدورها كمرفق عمومي يساهم في إشعاع كرة القدم الوطنية على غرار جميع الرياضات الأخرى، ويكفي ان نذكر هنا أن المغرب البلد الوحيد الذي تنقل تلفزته العمومية جميع مباريات البطولة المحلية دون اللجوء للخواص، وقامت خلال السنة الماضية فقط بنقل ما مجموعه 351 مباراة كرة قدم.

ثالثا، كان حريا بالزيات الاستفادة من خبرة عضو في المكتب المسير يدعى سليم الشيخ، الذي بالإضافة إلى كونه خبيرا مفوها في فنون التسويق والماركوتينغ، هو أيضا مسؤول جهبذ خبر اسرار التلفزيون مادام مدير القناة الثانية منذ 11 سنة. ولا يمكن أن تخفى عنه مثل هاته الصغائر.

رابعا، وإن سلمنا بنباهة الزيات وسايرناه في طرحه، فعليه التوجه إلى رئيس الجامعة ليصنف له الفرق، القوية منها والضعيفة، ويحدد المعايير لذلك.

خامسا، إن طرح الاشكالات والعقبات أمر صحي جدا، لكن يجب وضعها في فضائها الصحيح وبالطريقة السوية، وتصريفها في قنوات النقاش والتشاور، وليس باستعمال الشعبوية والحماسة الزائدة. فحري بالزيات مثلا أن يسائل لقجع عن هزالة منحة الفوز بالبطولة الوطنية التي تمثل 3 مليون درهم فقط، ويسائل الكاف عن المنحة “البايخة” التي يجنيها الفائز بكأس السوبر وهي 2 مليون درهم. وجميعها كانت ستمثل مداخيل مهمة للفريق المتوج.

سادسا، الرجاء البيضاوي كان دائما مشتلا للاعبين المميزين، وحقق مداخيل كبيرة من بيع النجوم غير ان غياب التكوين الجيد والمحكم لم يعد يعطي غزارة في اللاعبين المميزين ولم يعد بالتالي بيع اللاعبين مصدرا مهما للفريق العتيد بل بدأ يقتني بدوره الكفاءات من جهات أخرى

لقد سعى الزيات إلى تحويل الانظار عن المشاكل والعراقيل الحقيقية من خلال التصريحات البهلوانية، وافتعال المواجهات الدونكيشوطية. واختار استعمال شطارة جحا على الجهة الخطأ لتحاشي المواجهة مع فوزي لقجع، رئيس الجامعة، أو قلب الطاولة على المسؤولين عن إغلاق الملعب بفعل اصلاحات المركب الرياضي التي لا تنتهي.. وعلى كل حال فإن حبل المراوغات قصير وسياسة ذر الرماد على عيون المنخرطين والمحبين للفريق الأخضر ستنكشف قريبا.

Total
0
Shares
المنشورات ذات الصلة