القاضي الامريكي في محاكمات الفيفا متمرس في قضايا الجريمة المنظمة

ربما لم يكن القاضي الأمريكي الذي ينظر في قضايا فساد يتهم مسؤولو كرة قدم بارتكابها قادرا على أن ينطق بسلاسة اسم الاتحاد الدولي لكرة القدم (الفيفا) وذلك خلال جلسات سرية جرت عام 2013 لكنه يدرك تمام الادراك كيفية الاشراف على سير الإجراءات التي تتعلق بالجريمة المنظمة.

فقد قضى قاضي المحاكم الجزئية ريموند ديري في بروكلين بنيويورك ردحا من الزمن من فترة جلوسه على منصة القضاء ?,?التي استمرت قرابة ثلاثة عقود وهو يتعامل مع قضايا الأشقياء من رجال العصابات.

وفي احدى القضايا عثر على المدعى عليه مقتولا وفي اخرى كان زعيم احدى العائلات الشهيرة في مجال الجريمة يسير حرا طليقا في الشوارع مرتديا اللباس الخاص بالحمام ومتظاهرا بانه يعاني من مرض عقلي حتى يتجنب مثوله امام القضاء.

والآن صار ديري -الذي أكمل عامه 71 يوم الخميس الماضي- مسؤولا عن رئاسة قضايا تتعلق بتسعة من العاملين الحاليين والسابقين في الفيفا وخمسة من المديرين التنفيذيين في شركات رياضية اتهموا بالضلوع في جرائم على مدى عقود من الزمن تتضمن رشى يتجاوز حجمها 150 مليون دولار. وفيما لم تحصر تحقيقات الادعاء الامريكي بعد عدد المتهمين فان عددهم قد يكون في ازدياد.

وقد يكون موعد بدء المحاكمات بعيدا لان واحدا فقط من بين 14 متهما موجود داخل الولايات المتحدة أما الباقون فمتغيبون او انهم في انتظار اجراءات تسليمهم المحتملة.

لكن في حالة مثول المتهمين امام المحكمة برئاسة ديري فسيشرع في اجراءات القضية وقد يطلب منه ان يحدد النقاط الرئيسية مثل قبول البراهين والأدلة.

ومثله مثل كثير من الامريكيين فقد كان ديري -حتى قبل نحو 18 شهرا على الاقل- ليس على دراية كافية بجميع التعقيدات المتعلقة بكرة القدم العالمية.

ففي نوفمبر تشرين الثاني من عام 2013 -عندما مثل تشاك بليزر وهو مسؤول كبير في مجال كرة القدم بالولايات المتحدة لعدة سنوات- امام ديري بذل القاضي جهدا مضنيا كي ينطق بسلاسة اسم الاتحاد الدولي لكرة القدم.

واعترف ديري قائلا وفقا لنص نشر الاسبوع الماضي “لا أدري كيف تنطقونها فيفا”.

وقال ستيف جولد أحد العاملين السابقين مع ديري ويعمل الآن استاذا للقانون بجامعة روتجرز “لن يفت في عضده على الارجح شيء يتعلق بقضية الفيفا في ضوء بعض القضايا التي ينظر فيها الآن”.

وفي مقابلات مع رويترز وصف محامون سبق لهمالتعامل مع ديري هذا الرجل بانه يحظى باحترام كبير وبالنزاهة ورباطة الجاش. وقال محامي الدفاع وليام ستامبور في نيويورك الذي حضر عدة قضايا برئاسة ديري “قلما ينفعل”.

وهو واحد من 11 قاضيا عملوا لدى محكمة الرقابة على المخابرات الاجنبية وهي محكمة خاصة في واشنطن متخصصة في شؤون الجاسوسية كما اوضح امام المحكمة حرصه على حماية اسرار الدولة.

Total
0
Shares
المنشورات ذات الصلة