الأدوية المغربية ممنوعة في الأسواق الموريتانية

أغلقت السلطات الموريتانية أبوابها أمام مختبرات صناعة الأدوية المغربية، إذ منعت على مستوردي الأدوية بموريتانيا استيراد أي نوع من الأدوية من المغرب.

وأصدرت، خلال الأيام الأخيرة، قرارا بالمنع النهائي من استيراد الأدوية التي لا تصنع بأوروبا، ما سينعكس بشكل ملحوظ على نشاط المختبرات المغربية بهذا البلد، الذي يستورد حوالي 17.8 في المائة من إجمالي صادرات شركات الأدوية المغربية نحو إفريقيا.

وتفاجأ مهنيو القطاع بالقرار الموريتاني، خاصة أن الأدوية مغربية الصنع تراعي جميع المعايير الدولية المعمول بها في هذا الجانب. وأشارت مصادر من القطاع، فضلت عدم الكشف عن هويتها، إلى أن ممثلي القطاع يفاوضون، حاليا، السلطات الموريتانية من أجل التراجع عن قرارها، مضيفة أن مصنعي الأدوية المغربية استعانوا بالقنوات الدبلوماسية من أجل الدفاع عن ملفهم.

وأوضحت المصادر ذاتها أن السلطات الموريتانية أوضحت أن قرارها يستند إلى أسس موضوعية، إذ تفرض أن تستجيب واردات الأدوية إلى موريتانيا لنظم الجودة المعمول بها في أوربا.

وتحاول المختبرات المغربية، خلال مفاوضاتها، إقناع السلطات الموريتانية بأن الأدوية مغربية الصنع تتماشى مع نظم الجودة المتوفرة بالمنتوج الأوربي.

وأشارت مصادر “إحاطة” إلى أن قرار منع الاستيراد يشمل، إضافة إلى المغرب، دولا أخرى مجاورة مثل الجزائر وتونس. واعتبرت أن قرار السلطات الموريتانية يعتبر تمييزا، يخالف مقتضيات منظمة التجارة العالمية، إذ أن الأدوية المغربية تخضع لمراقبة المختبر الوطني لمراقبة الأدوية بوزارة الصحة، الذي يعتمد معايير المديرية الأوربية لجودة الأدوية بمجلس الاتحاد الأوربي، ما يجعل مبررات قرار السلطات الموريتانية منع الأدوية المصنعة خارج بلدان الاتحاد الأوربي لا تعني الأدوية المغربية، التي تخضع لمعايير الجودة ذاتها التي تخضع لها منتوجات مختبرات الأدوية بأوروبا.

وحاول المهنيون طيلة الأسابيع الماضية الاتصال بالجهات المسؤولة عن القطاع بموريتانيا، من أجل الوصول إلى تسوية بشأن قرار منع استيراد الأدوية من المغرب، علما أن منتوجات الأدوية المغربية حاضرة في السوق الموريتاني منذ سنوات، وتتركز في أصناف المضادات الحيوية والأنسولين، كما تتوفر بعض شركات تصنيع الأدوية المغربية على وكالات ترويجية وتسويقية في هذا البلد.

وتساءل المهنيون كيف تمنع السلطات الموريتانية استيراد الأدوية المغربية، في حين أن الدول الأوروبية تستورد 70 في المائة من صادرات شركات الأدوية المغربية.

و تشير إحصائيات التجارة الخارجية أن القطاع يصدر حوالي 8 في المائة من إنتاجه، أزيد من ثلثيها توجه نحو القارة العجوز، في حين تصدر 25 في المائة إلى دول القارة السمراء. وتعتبر السنغال أول سوق للأدوية المغربية، إذ تستورد حوالي ربع الصادرات المغربية نحو إفريقيا، في حين تستورد موريتانيا 17.8 ، ثم تونس بنسبة 17.2 في المائة. وتوجه 5 في المائة من الصادرات نحول الأسواق الأسيوية.

ويرتقب أن تتحرك الآلة الدبلوماسية المغربية من أجل تسوية هذا الملف التجاري.

Total
0
Shares
المنشورات ذات الصلة