المولد النبوي.. أسر تكابد لاقتناء ملابس العيد

الساعة تشير إلى السادسة والنصف مساء، أزقة وأحياء المدينة القديمة بالدار البيضاء تعج بالمارة، الذين يرغبون في اقتناء الملابس والحلويات، والفواكه الجافة، استعدادا للاحتفال بذكرى عيد المولد النبوي.

فارتداء ملابس جديدة في هذه الذكرى أصبح ضرورة من الضروريات، التي لا يمكن التخلي عنها بالنسبة لبعض العائلات المغربية، التي تكلف نفسها الكثير لإسعاد فلذات أكبادها.

في السوق الشعبي وسط العاصمة الإقتصادية الدار البيضاء، يقول حكيم “المعروف بالشياظمي” وهو بائع الأحذية الجلدية والملابس المغربية التقليدية، إن “الإقبال على اقتناء القفاطين والجلاليب (الغندورة) التقليدية، التي تتراح أثمانها من 100 درهم إلى 300 درهم، خلال عيد المولد النبوي، أقل مقارنة مع الأعياد الدينية الأخرى، مشيرا إلى أن العديد من العوامل أسهمت هذه السنة في عدم إقبال الناس على اقتناء الملابس لأطفالهم”.
وأكدت العديد من العائلات التي التقاها موقع “إحاطة.ما” في السوق أن ارتفاع أثمنة الملابس هو السبب وراء تراجع الناس عن اقتناء ملابس جديدة لأبنائهم خلال هذه الذكرى.
فاطمة أم لأربعة أبناء أوضحت “في هذه الذكرى نحاول تقاسم الفرحة والبهجة مع أطفالنا لكن ارتفاع أثمنة الملابس، ورغبتنا في شراء العديد من الأشياء الضرورية للبيت، يدفعنا لعدم شراء ثياب جديدة، والاكتفاء بالقديمة”، موضحة “بحالي دابا أنا إلى بغيت نشري لحوايج لوالدي خصني تقريبا 1500 درهم وأنا ماعنديش هادشي الشهر كامل كنصور فيه غير 2000 درهم”.

من جهة أخرى كشف محمد الصديقي، الذي يعمل في مجال الكهرباء، “كل سنة أقتني لعائلتي بمناسبة ذكرى المولد النبوي ملابس جديدة، ماشي شي حاجة مكلفة احنا تربينا هاكا من صغرنا داكشي علاش حتى أنا عند حلول هذا العيد كنحاول نفرح الدار كاملين”.

وأجمع كل من سألهم إحاطة.ما على أن عيد المولد النبوي هو ذكرى فقط ولا يجب على العائلات أن تكلف نفسها أكثر في شراء الحاجيات سواء لأطفالها أو منزلها، محمد، في الأربعين من العمر، اعتبر أن الاحتفال بالمولد النبوي هو جزء من الثقافة الاسلامية التي حافظ عليها المغاربة، موضحا أن هذا العيد يساعد على ترسيخ الروابط والأواصر والتمسك بالتقاليد المغربية الأصيلة والتشبت بالقيم ومنح القدوة للأجيال الناشئة.

فيما أكد عبد الواحد، الذي يملك محلا للعطارة أن “هذه الذكرى مناسبة للاجتهاد أكثر في العبادة، والتقرب من الله بالأعمال الصالحة، وقراءة سيرة النبي محمد صلى الله عليه وسلم”.

Total
0
Shares
أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

المنشورات ذات الصلة