كاريكاريست مغربي يحذر من دعوشة المجتمع

قال الكاريكاريست خالد كدار، الذي كان يتحدث في ندوة حول “الفن وحقوق الإنسان” نظمتها الجمعية المغربية لحقوق الانسان، بالرباط، بمناسبة الذكرى 36 لتأسيسها، إن الفن هو الإبداع وأنه يستحيل تحقيق الإبداع بدون حرية، مضيفا أن الجرأة هي اللبنة الاولى لهذا الابداع.

وأشار كدار خلال هذه المائدة التي شارك فيها حقوقيون وفنانون ونقاد، إلى أنه من خلال الاطلاع على شبكات التواصل الاجتماعي (الفايسبوك) يظهر “أننا نسير نحو الدعوشة” ، في إشارة الى تزايد المواقف المتشددة اتجاه بعض القضايا المجتمعية، ومنها تلك التي تعتبر رسوم الكاريكاريتير “حراما”.

واستعرض كدار التجربة التي عاشها منذ التسعينيات مع عدد من الصحف المستقلة ك”لوجورنال” لبوبكر الجامعي و”دومان ماغازان” لعلي لمرابط الى غاية الان، مشيرا إلى ارتباط الكاريكاتير بالصحافة المكتوبة وازدهاره في مرحلة الانفراج مع الصحافة المستقلة التي كانت تؤمن بحرية الاعلام .

وقال إن الكاريكاتير كان دائما “يحرج السلطة التي اختارت بعد مرحلة الانتقال الديمقراطي، وابتداء من 2002 القضاء على هذه الصحافة المزعجة وبدأت بالصحافة الساخرة (دومان ماغازان) التي كانت جريئة وتتجاوز الطابوهات ولم تكن تحتاج لتعيش إلى مدخيل الاشهار، عكس (لوجرونال) التي قطع عنها المخزن الاشهار وبقيت مع ذلك تقاوم من 2003 الى 2010”.

وذكر كيف أن أحد مسؤولي جريدة كان يشتغل بها أعطى أمره ذات صباح لحارس الجريدة لمنعه من الدخول بسبب تضايق السلطات من رسوماته في موقع فرنسي ساخر (بقشيش)، وكيف أن هذا المدير استضافه في مكتبه لاحقا وحاول أن يثنيه عن الرسم بهذا الموقع واقترح عليه بالمقابل الاشتغال معه بشكل حصري حتى يكف عن ازعاج السلطات، ولما رفض كدار أخرج هذا المدير عقد آخر ممضى يتضمن فسخ العقد القائم بينهما.

ومن جهته، تحدث المخرج عبد السلام كلاعي كيف أنه تم تهييئ الجو الاجتماعي بالمغرب الذي سيسمح للقوى المحافظة بوضع اليد على السينما المغربية، من خلال ما كان يكتب حول وجود مؤامرة على القيم والثقافة المغربية يقودها المدير السابق للمركز السينمائي.

وقال المخرج إن 50 سنة من السينما المغربية لم نكسب خلالها فقط إنتاج أفلام والانفتاح في تناول عدة مواضيع، وإنما أيضا اكتسبنا بناء مؤسسات وقوانين ومساطر نحتكم اليها في المجال السينمائي وفي العمل السينمائي، لكن الجهة المسؤولة عن حماية القوانين والمساطر (وزارة الاتصال) قامت بتجاوزها ومنع أفلام خارج هذه المساطر.

وحذر المخرج من أن السجال حول السينما سيكون أكثر حدة بين القوى المحافظة والقوى الحداثية، داعيا الحقوقيين والصحافة الحداثية الى اليقظة وعدم ترك السينما المغربية عرضة لمزاج مسيري الاتجاهات المحافظة.

أما الاعلامي والناقد السينمائي عادل السمار، فقد تطرق الى موجات سينما التي تناولت مواضيع ترتبط بسنوات الرصاص وسينما حقوق الانسان وسينما الهجرة والمرأة..، لافتا إلى أن سينما حقوق الانسان لم تحقق التراكم الكافي لتحدث التأثير الأساسي في المجتمع وبقت حبيسة الحديث عن الماضي ولم تستثمر الذاكرة المشتركة والاوضاع الحالية ، عكس سينما جنوب افريقيا في تناولها للابارتايد التي حملت خلفية مشتركة مع الجمهور وساهمت في بناء ذاكرة مشتركة.

واعتبر أن الفيلم الوثائقي يبقى هو المؤهل أكثر للحديث عن هذه المواضيع. وأشار من جانب اخر الى أن المنع يرتبط بمواضيع الجنس والدين والصحراء والملكية، لكن مواضيع الجنس هي التي أثارت ضجة أكثر.

Total
0
Shares
المنشورات ذات الصلة