المغربي عبد النور مزين: “رسائل زمن العاصفة” تعيد طرح سؤال جرح الذاكرة

يرى الكاتب المغربي عبد النور مزين أن تأمل الماضي وإعادة طرح الأسئلة بشأنه هو أمر ضروري لايجاد “أفق للحلم” ومن هذا المنطلق جاءت أول رواية له (رسائل زمن العاصفة) التي لاقت قبولا واسعا وكانت اختيرت ضمن القائمة الطويلة للجائزة العالمية للرواية (البوكر) 2016.

وتدور الرواية عن قصة عشق جمعت الراوي بالبطلة (غادة الغرناط) لكن السجن يفرق بين الحبيبين في زمن انتهاكات حقوق الإنسان أو ما اصطلح عليه محليا (سنوات الرصاص) أو (سنوات الجمر) التي تمتد بين 1956 تاريخ استقلال المغرب و1999 تاريخ اعتلاء الملك محمد السادس العرش بعد وفاة أبيه الملك الراحل الحسن الثاني.

وشكل العاهل المغربي محمد السادس لجنة لطي ملف انتهاكات حقوقية وقعت خلال تلك السنوات أكملت مهامها في أواخر 2005 .

وقال مزين في مقابلة مع رويترز عن الرواية التي جاءت في 302 صفحة من القطع المتوسط “هي قصة حب عنيفة طبيعية وبسيطة تماما كما هي الأحلام لكن رغم ذلك تتضافر كل الأشياء كي تجعل منها مأساة ودراما إنسانية في واقع استطاع أن يشوه بعنف وقسوة كل تلك المعاني الأصيلة في النفس الإنسانية ليغدو طريق الوصول إلى أبسط الأحلام طريقا مزروعا بالعنف والخوف والخيانة والألغام.”

وأضاف “تلك المرحلة تعتبر مرحلة غنية من تاريخ المغرب المعاصر ولا يمكن بالتالي الاستثمار بشكل حقيقي في أفق مغاير للحلم ما لم يطرح سؤال جرح الذاكرة المتشظية لأجيال تلك المرحلة.”

وتابع قائلا “بدأت الإرهاصات الأولى لتجارب إبداعية جديدة تحاول تلمس تلك الأسئلة الحقيقية، بالنسبة لرسائل زمن العاصفة أجدني أميل إلى الاعتقاد أنها ربما لم تكن إلا نزوعا بشكل من الأشكال نحو هذا النوع من إعادة طرح أسئلة جرح الذاكرة من أجل سؤال الحلم بالذات.”

ويقول مزين “البناء السردي في رواية رسائل زمن العاصفة بناء مركب نوعا ما سواء تعلق الأمر بالزمن أو بالأحداث أو بالبنية الخاصة بتطور الحكاية داخل البناء السردي.”

ويضيف “هذه المرتكزات وغيرها من التقنيات المستعملة في رسائل زمن العاصفة بحسب النقاد الذين تناولوها بالقراءة والدرس جعلتها تتوفر على تقنيات متعددة تكسر تلك المتعارف عليها كلاسيكيا في الرواية العربية الحديثة ومثال ذلك تعدد الرواة داخل الرواية واستعمال تقنية الرسائل من أجل تداول الرواة في إرساء مكونات فسيفساء الحكاية النهائي.”

ومزين، البالغ 50 عاما، هو في الأصل طبيب يزاول مهنته لكنه مهتم بالأدب منذ فترة دراسته الجامعية حين بدأ بكتابة الشعر بالفرنسية ثم بالعربية ثم تحول إلى الرواية. وصدرت له من قبل المجموعة القصصية (قبلة اللوست) في 2010 والديوان الشعري (وصايا البحر) في 2013 .

ويقول مزين إن اهتمامه باللغة العربية مع أن تكوينه العلمي كان باللغة الفرنسية يعود إلى “المراحل الإعدادية والثانوية من التعليم حيث كنت شغوفا جدا بالكتب الأدبية المعروفة أواسط السبعينات والثمانينات مثل كتب (مصطفى لطفي) المنفلوطي وجبران خليل جبران وعباس العقاد ومعروف الرصافي وميخائيل نعيمة ثم لاحقا بروايات نجيب محفوظ ويوسف السباعي ومحمد عبد الحليم عبد الله ومن المغرب مبارك ربيع وعبد الرحمن التازي وعبد القادر الشاوي.”

كما فطن لأهمية اللغة العربية باعتبارها وسيلة لا غنى عنها في عملية الكتابة “فأعدت دراسة قواعدها وطورت معجمي عن طريق تنويع قراءاتي وأنا اتابع دراستي الجامعية بكلية الطب والصيدلة بالرباط.”

Total
0
Shares
المنشورات ذات الصلة