“المجال والتاريخ في جهة الدار البيضاء- سطات” محمور لقاء ثقافي بالدار البيضاء

شكل موضوع “المجال والتاريخ في جهة الدار البيضاء-سطات” ، محور لقاء ثقافي وعلمي نظمته الجهة بمشاركة ثلة من الأساتذة الباحثين.

ففي مداخلة حول جهة الدار البيضاء – سطات في مرحلة ما قبل التاريخ، سلط إبراهيم فدادي، أستاذ التاريخ القديم بكلية العلوم الانسانية بنمسيك الأضواء على فترة زمنية قديمة (حوالي 400 ألف سنة قبل الميلاد) من تاريخ الدار البيضاء والمناطق المحيطة بها.

وأوضح أن البقايا الأثرية لهذه المنطقة التي عثر عليها بالمدينة تعتبر من أقدم البقايا الأثرية على صعيد إفريقيا الشمالية والغربية، مضيفا أن بقايا الإنسان التي وجدت بكل من منطقتي سيدي عبد رحمان و”كريان طوما” من أقدم ما تم العثور عليه بالمغرب.

وأكد وجود بقايا أثرية تعود لفترات ما قبل التاريخ بمجموعة من المناطق الأثرية بجنوب الدار البيضاء وشمالها (ليساسفة وأهل لغلام) وواد مرزغ، ومنطقة البئر الجديد، ومنطقة بنسليمان، مضيفا أن الحفريات لا زالت مستمرة إلى حد الآن بالمنطقة.

ودعا إلى العمل على إحداث متحف يعنى بهذه البقايا الأثرية من أجل حفظ ذاكرة مدينة الدار البيضاء التي “لا زالت لم تكشف بعد عن أسرارها الدفينة”.

من جانبه، أوضح عبد الوهاب الدبش، أستاذ التاريخ الإسلامي الوسيط بجامعة الحسن الثاني للدار البيضاء، في مداخلة مماثلة، أن هذه الجهة مليونية على المستوى الزماني، موضحا أنه تم العثور على بقايا بشرية تعود إلى ما يقارب مليون سنة قبل الميلاد بمنطقة سيدي عبد الرحمان.

ورأى أن الأمر يتعلق بتاريخ يدفع نحو إعادة النظر في بعض الأفكار المحيطة بهذه الجهة، مبرزا ان تحقيق التنمية لا يتم إلا بالعودة للأصول المتمثلة في معرفة المؤهلات التاريخية للمنطقة.

وسلطت ليلى مزيان، أستاذة التاريخ البحري والمينائي في المغرب بجامعة الحسن الثاني الدار البيضاء-المحمدية، الضوء على الذاكرة البحرية للمدينة وماضيها البحري العريق، موضحة أن تاريخه يعود إلى العصور الوسطى.

وأضافت أن ميناء الدار البيضاء، الذي كان يسمى ميناء آنفا، عرف في العصر الوسيط رواجا مهما مع عدد من المدن الأندلسية والأطلسية وكذا مع المدن الساحلية المغربية .

وأوضحت أن “هذه المدينة لم تولد مع الاستعمار بل تمتلك تاريخا عريقا يعود إلى العصر الوسيط”، مبرزة أن “المدينة ستنتعش نتيجة نشاطها التجاري خاصة في القرنين ال16 و17”.

Total
0
Shares
المنشورات ذات الصلة