الاتحاد الأوربي: بعد مخاوف خروج اليونان شبح خروج بريطانيا في الأفق

ويرى اليونانيون عموما أن موضوع الخروج البريطاني بالغ السوء، ويقيسون ذلك بمعانتاهم إباء أزمتهم الاقتصادية المتواصلة منذ 2009 والتي قبلوا خلالها سياسة تقشف صارمة أتت على ما بين 30 و50 في المائة من أجورهم ومعاشاتهم ورفعت الضرائب بشكل مبالغ فيه وتسببت في تدهور القطاعات الاجتماعية الرئيسية.

ولأنهم قدموا تضحيات كبيرة خلال هذه السنوات متمسكين بالأورو، ومتحملين سياسة التقشف على الخروج منه، فإن خروج بريطانيا يعني انهيار كل تضحيات اليونانيين، فيما تتساءل صحيفة (تا نيا) الا يمهد ذلك الطريق لإخراج اليونان لاحقا.

على المستوى الرسمي والسياسي تؤيد الطبقة السياسة اليونانية بقاء بريطانيا في الاتحاد، وفي آخر تدخل له دعا رئيس الوزراء أليكسيس تسيبراس البريطانيين الى التصويت لصالح الاتحاد، وقال “إذا اختار البريطانيون الخروج فسيتسبب ذلك في حدوث فوضى اقتصادية وسياسية داخل الاتحاد”.

وأضاف تسيبراس يوم الثلاثاء أمام المنتدى السنوي لجمعية رجال الاعمال اليونانيين أن هناك “حوارا يجب أن ينطلق في الاتحاد الاوربي بشأن الاسباب الاقتصادية والسياسية للازمة الحالية، والتي تسببت في صعود أصوات قومية ذات استراتيجيات انعزالية، وفي ميلاد القوميات والنزعات الوطنية”.

وفي أوساط وسائل الإعلام يظل الاتجاه العام هو دعم الاصوات المطالبة بدور بريطاني في الاتحاد الأوربي، فبالنسبة لصحيفة (كاثيمينيري) أبرز الصحف اليونانية فإن “أوربا تمر بمرحلة بالغة الصعوبة لكن هذه المرة من حسن الحظ ليست اليونان هي الموضوع الرئيسي. غير أن خروج بريطانيا يعتبر أكبر تهديد بنيوي للرهان الاوربي”.

وأضافت الصحيفة في تحليل نشرته في عدد نهاية الاسبوع الماضي أن “التهديد بخروج بريطانيا أمر واقع حقيقي وأوربا لا تتوفر على مخطط بديل لمواجهة الامر. والكل يعلم أنه في حال خروج بريطانيا فلا يكفي أي مخطط بديل لمواجهة المشاكل التي ستطرح”.

وقالت الصحيفة إنه “بدون البريطانيين فإن أوربا لن تقوم لها قائمة على المستويات الامنية والاستخباراتية والقوة العسكرية وفي حال حدوث ذلك فان السلطات المؤسساتية الاوربية ستفقد الكثير من هيبتها كما لا يستبعد دخول دول أخرى في مسلسلات الاستفتاءات كفرنسا أو الدنمارك وهنغاريا”.

صحف يونانية أخرى تناولت سلبيات الخروج البريطاني وانعكاسات ذلك على مسلسل تقويم الاقتصاد اليوناني، واعتبرت أن التأثير سيكون مباشرا خصوصا على مستوى تدفق رؤوس الاموال الدولية والتي تبحث بشكل اوتوماتيكي عن وجهات آمنة للاستثمار من قبيل ألمانيا.

فيما اعتبرت صحيفة (كونترا نيوز) القومية الشعبوية أن “تصويت البريطانيين ب( لا) يعني نهاية اوربا الألمانية التي تسعى للهيمنة وتركيع دول جنوب أوربا”.

Total
0
Shares
المنشورات ذات الصلة