عبد الله ساعف هرم من أهرام الثقافة بالمغرب

أكد المشاركون في ندوة فكرية احتفائية نظمت مساء اليوم الأربعاء بالرباط أن عبد الله ساعف يعد “هرما من أهرام الثقافة” بالمغرب و”نموذجا متميزا ومتفردا في الفكر السياسي المغربي”.

وأوضح المتدخلون في هذه الندوة، التي نظمتها الجمعية المغربية للعلوم السياسية والمجلة المغربية للسياسات العمومية، بشراكة مع وكالة المغرب العربي للانباء، على هامش إصدار المجلة مؤلفا جماعيا تكريميا للأستاذ ساعف، أن المحتفى به يعتبر مثقفا من طينة نادرة بصم الحياة السياسية والثقافية والنقابية بالمغرب لعقود من الزمن، وساهم بشكل بارز في إرساء أسس الفكر السياسي المغربي.

وفي هذا السياق، اعتبر سعيد بنيس، أستاذ العلوم السياسية، أن عبد الله ساعف باحث مرموق متعدد المواهب، إذ فضلا عن تميزه الكبير في مجال العلوم السياسية والقانون الدستوري، اتسعت دائرة اهتمامه لتشمل الأدب والفلسفة وعلم الاجتماع والنقد، مؤكدا أن المحتفى به يحظى بتقدير الجميع داخل المغرب وخارجه.

وأكد علي كريمي، أستاذ التعليم العالي بجامعة الحسن الثاني بالدار البيضاء وأحد مؤسسي الجمعية المغربية للعلوم السياسية، أن ساعف يتميز بقدرات علمية كبيرة وتواضع جم تتلمذ على يديه الكثير من الطلبة الذي أصبحوا اليوم أساتذة مرموقين وباحثين ذائعي الصيت، مبرزا أنه كان لساعف حضور سياسي بارز منذ سنة 1976 من خلال منظمة العمل الديمقراطي الشعبي كما أنه كان في طليعة من أرسوا العمل النقابي بالمغرب.

من جانبه، أكد عبد القادر أزريع، رئيس اللجنة الجهوية لحقوق الإنسان الرباط – القنيطرة، أن الأستاذ ساعف يعد واحدا من أبرز علامات الفعل السياسي والنقابي بالمغرب حيث بصم على حضور بارز في منظمة العمل الديمقراطي الشعبي من خلال شغله عضوية لجنتها المركزية لمدة طويلة ومعايشته أبرز اللحظات التي بصمت تاريخ المنظمة.

وبدوره، أبرز مصطفى الخلفي، وزير الاتصال الناطق الرسمي باسم الحكومة، في كلمة بالمناسبة، سمات ساعف المتمثلة في الواقعية التي تعكس مقاربة في العلاقة بين الدولة والمجتمع بالمغرب دون التفريط في المبادئ الجامعة والمؤطرة، والتواضع والإنصاف، وكذا سعيه الدؤوب للربط المباشر بين البحث العلمي وقضايا الفاعل السياسي حيث أطلق سنة 1999 موجة البحث حول السياسات العمومية وكان له دور بارز في الربط بين البحث العلمي وحقل السياسات العمومية.

وأكد عبد الإله المصدق، المفتش العام السابق لوزارة التربية الوطنية ورفيق المحتفى به، من جانبه، أن عبد الله ساعف “شخصية متعددة الابعاد ينصهر فيها الكاتب والمناضل والسياسي والفاعل الجمعوي والأكاديمي يهتم بحاضر الإنسان المغربي ومستقبله”، مبرزا أن المحتفى به بذل جهودا كبيرة عندما كان يشرف على قطاع التربية الوطنية في تفعيل الميثاق الوطني للتربية والتكوين، وإحداث ثلاث أكاديميات جديدة للتربية والتكوين بالأقاليم الجنوبية للمملكة.

من جهته، نوه محمد بوجداد، رئيس شعبة القانون العام بجامعة محمد الخامس – أكدال، بالمسار الأكاديمي المتميز لساعف وأبحاثه الرائدة التي ساهمت في إثراء الفكر السياسي المغربي والعربي وشكلت مرجعا للعديد من المعاهد ومراكز الدراسات العربية والدولية ، مؤكدا في السياق ذاته أن الأستاذ ساعف، الذي أسس مجلة أبحاث ويدير مركز الدراسات والأبحاث في العلوم الاجتماعية، يعتبر المؤسس الحقيقي لعلم السياسة المغربي.

أما الأستاذ بجامعة محمد الخامس أكدال، منار السليمي، فقد اعتبر أن عبد الله ساعف أسس للمدرسة المغربية في العلوم السياسية حيث ساهم في وضع العديد من المواضيع والمقاربات، وسعى جاهدا للربط بين الفلسفة السياسية والفكر السياسي وجعلهما رافدين لعلم السياسة، وكان له إسهام وازن في نقل علم السياسة من الإطار النظري والفكري إلى الإطار الواقعي الاجتماعي، ونقل علم السياسة المغربي إلى المحيط العربي والدولي.

من جانبه، نوه عميد المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية، أحمد بوكوس، بالخصال الإنسانية والمهنية للأستاذ عبد الله ساعف، مشيرا في هذا السياق إلى أن المحتفى به يعد من المفكرين المغاربة القلائل الذين يزورون المعهد باستمرار ويشاركون في مختلف الأنشطة التي ينظمها، وسبق له أن أعطى درس افتتاح السنة الدراسية بالمعهد متناولا موضوع “المسألة اللغوية والثقافية بالمغرب”.

وعرفت هذه الندوة، التي حضرها أكاديميون ومثقفون، تقديم مؤلف بعنوان: “العالم والسياسي: قراءات في مسارات عبد الله ساعف” يقع في جزءين ويتضمن 42 مقالا و 21 شهادة حول مختلف المحطات النضالية والثقافية والسياسية التي ميزت مسار الأستاذ عبد الله ساعف، ويسلط الضوء على مختلف المسؤوليات والمهام التي تقلدها.

Total
0
Shares
المنشورات ذات الصلة