جمال الخنوسي يكتب : سبيلبرغ ليس مغربيا يا طويل الاسم

لكل مسؤول البوليميك الذي يستحق. ومدير المركز السينمائي المغربي، محمد صارم الحق الفاسي الفهري، له البوليميك الذي يستحق: تافه، شوفيني وبلا معنى. فليس من المعقول أن يغطي النقاش حول حضور الفيلم المغربي على حدث سينمائي كبير تنظمه بلادنا، لكن للأسف وقعت الفاس في الراس. فكانت لطويل الاسم عبقرية تقزيم كل شيء وشغل الناس بأمور متجاوزة. وبدل أن يدافع عن قراراته أو قرارات “حلقة المديرين المفقودين” التي يحيط نفسه بها، خرج إلى الصحافة بكلام فضفاض لا يعني شيئا.
يقول « الرحالة الصغير » إن الفيلم المغربي لم يكن له حضور يذكر حتى لا نقول أن السينما المغربية همشت بشكل صارخ في المهرجان الدولي للفيلم لأن مخرجين بعينهم : نور الدين الخماري ونرجس النجار وفوزي بنسعيدي.. لم يكملوا أفلامهم في الوقت المناسب، وكأن هؤلاء المبدعين (الذين نكن لهم كل الاحترام) لم تلد مثلهم ولادة، ونسي مثلا أن فيلم مثل « انهض يا مغرب » الذي أخرجته النجار شارك في المسابقة الرسمية في دورة سابقة مع أنه من أسوء ما جادت به السينما المغربية. وأن فيلما مثل “كازانيغرا” لم يكن له الحظ في المشاركة في المسابقة الرسمية عند انتاجه في وقت سابق. مايعني أن الأمر نسبي ولا يمكن أن نطلق الأحكام بشكل فضفاض.
أكثر من هذا لم تكن الأفلام المشاركة في المسابقة الرسمية بالعبقرية المنتظرة التي روج لها، وتضمنت اللائحة أفلاما ضعيفة جدا شاهدناها باستغراب، حيث ظهر بالملموس أن الفيلم المغربي لم يكن له الحق في الحضور في قسم : خفقة قلب أو بانوراما… فقط بل كان له مكان في المسابقة الرسمية عن جدارة واستحقاق.
وليس في الأمر نوع من التجاوز أو المغامرة، إذا قلنا إن الفيلم المغربي يستحق أن يمارس من أجله “تمييز إيجابي”. فقد كانت فلسفة المهرجان على مدى سنوات ملتزمة بالصيغة التالية : فيلم مغربي في المسابقة الرسمية (حسب قيمة الإنتاجات الوطنية) ، وثلاثة أفلام ضمن قسم خفقة قلب، على أساس أن مهرجان المدينة الحمراء فضاء ليس للمنافسة مع الآخرين، بل واجهة دولية ترى فيها السينما المغربية صورتها الحقيقية، وفي الآن ذاته، فرصة للتعريف بسينما فتية لها ما لها وعليها ما عليها.
لنقلها بصراحة لم تكن لدينا سينما عبقرية وهاجة وأفلت في أي وقت من الأوقات، ولم يكن سبيلبرغ مغربيا في زمن مضى فرحل عنا أو غير جنسيته.. نحن واعون بأن المهرجان لا يجلب أفلاما ذات صيت عالمي كبير، بل اتخذ كخيار له البحث عن الأعمال الأولى أو الثانية لمخرجين شباب، لذلك لا يجب أن نكون قاسين على سينمانا أمام بلدان لها باع كبير وكم انتاجي خارق.
إن الدفاع عن الفيلم المغربي ليست رؤية شوفينية ضيقة، بل هي توجه براغماتي لسينما تشق طريقا صعبا، ويجب أن ترى نفسها في مرآة دولية كامتحان سنوي للمساءلة من جهة، والتعريف بنفسها من جهة أخرى في محفل عالمي يضم الكبار.
لذلك لا مجال ليتحجج طويل الاسم بتراجع مستوى السينما او الفيلم المغربي، ويهين ذكاءنا بهذا الشكل، ولا داعي أيضا لتقديس الافراد أو الاختفاء وراء الأسماء. وليتحمل طويل الاسم مسؤوليته: لم يكن المركز السينمائي بهذا البؤس الذي عليه الآن حتى وصل “الرحالة الصغير”، ولم يتراجع حضور السينما المغربية في المهرجان الدولي للفيلم بمراكش حتى التحق “ابن بطوطة السينما” ليترك كل شيء للسفريات والتجوال حول العالم وتدبير « ديفريمون » بدل تدبير الشأن السينمائي.

Total
0
Shares
المنشورات ذات الصلة