مراكش.. هاغيس: “كتابة السيناريو هو الأمر الأكثر صعوبة في إنجاز أي فيلم”

قال المخرج والمنتج وكاتب السيناريو الكندي بول هاغيس، اليوم الثلاثاء في درس سينما (ماستر كلاس)، قدمه في إطار الدروس المبرمجة خلال الدورة 16 للمهرجان الدولي للفيلم بمراكش، أن كتابة السيناريو هو الأمر الأكثر صعوبة في الفيلم، مبرزا أن السيناريو لا يجب أن يكون موجها لشخص محدد.

وسلط المخرج الكندي الضوء، خلال هذا اللقاء، على أهمية اللمسة الفردية للمخرج وعلى ضرورة إعطاء أكبر قدر من الحرية للممثلين لضمان نجاح الفيلم، مشيرا الى أن المخرج يجب أن يتعايش مع القلق لصعوبة التعامل مع مشروع يمتد لأربع أو خمس سنوات.

وأوضح المخرج أنه لا يحب الأفلام التجارية التي يكون هدفها ربحيا ويرفض الاشتغال عليها، بل إنه “لايرى نفسه في فيلم يكتبه أو يخرجه إذا لم يكن مرتاحا لذلك”، مضيفا أنه مدرك لأخطائه ومدرك للكفاح الذي يجب خوضه من أجل نجاح أي فيلم، وأنه يضع نفسه دائما موضع التشكيك لمواصلة هذا الكفاح، إذ يبقى منفتحا على آراء أصدقائه وعائلته وآراء النقاد.

وقال إنه تعرض للكثير من المشاكل والمعيقات طيلة مسيرته الفنية وكانت السبب في ظهوره واختفائه عن الساحة الفنية، إلا أن هذا “الغياب” كان فرصة لإانتاج العديد من الأعمال التي لقيت نجاحا كبيرا كفيلم “كوليزيون” (اصطدام) وفيلم “وان ميليون بايبي” (فتاة المليون دولار)، مشيرا إلى صعوبة إيجاد منتجين لأعمال تعالج مواضيع حساسة كالعنصرية في الولايات المتحدة.

وأضاف أن الجوائز التي حصل عليها خلال مشواره الفني بوصفه مخرجا أو كاتب سيناريو، جعلت الضغط عليه مضاعفا لإنتاج فيلم يليق باسمه، ويروق لمعجبيه من عشاق السينما.

وتابع المخرج أن القصة الناجحة هي التي تطرح أسئلة يمكن الاجابة عليها خلال الفيلم عن طريق شخصيات مناسبة لأداء هذه الأدوار وإضفاء لمسة المخرج لضمان نجاح الفيلم.

وانتهز المخرج الكندي، من خلال أجوبته على أسئلة الجمهور الحاضر من اعلاميين ومهنيي سينما وطلبة معاهد الاخراج السينمائي، الفرصة لتوجيه نصائح قيمة نابعة عن خبرته وتجربته الواسعتين خلال مسيرته الفنية الطويلة التي جال خلالها بين دول اوروبية كثيرة، بالاضافة الى تنقله بين كندا والولايات المتحدة، مشيرا إلى أن المخرج الناجح هو القادر على إخراج أفلام تعالج مواضيع متنوعة وبطريقة مختلفة.

يشار إلى أن بول هاجيز كتب عدة مسلسلات تلفزيونية من بينها “إي زد ستريتس”، التي لقيت ترحابا كبيرا وعدتها “نيويورك تايمز” أحد المسلسلات الأكثر تأثيرا في كل العصور. وبعد أن حصل على أكثر الجوائز في التلفزيون، انتقل بسلاسة إلى مجال السينما.

وفي سنة 2006، أضحى بول هاجيس أول كاتب سيناريو في تاريخ السينما يكتب فيلمين حازا أوسكار أفضل فيلم خلال سنتين متتاليتين، وهما “فتاة مليون دولار” لكلينت إستوود سنة 2004 و”اصطدام” سنة 2005، الذي أخرجه بنفسه، مكرسا بهذا الشكل عبقريته في الكتابة.

وحصل فيلمه “اصطدام” أيضا على أوسكار أفضل سيناريو، وكذا على أربعة توشيحات أخرى، بما فيها أوسكار أقضل مخرج.

ويعد هاجيس اليوم سينمائيا من مستوى رفيع، يطرح إيمانه بالحرية والتزامه في أفلام تناقش مواضيع مجتمعية حقيقية، من قبيل العنصرية في “اصطدام” والعفو في “فتاة المليون دولار” وحرب العراق في “وادي الإله”.

Total
0
Shares
المنشورات ذات الصلة