خمسة أشهر من البلوكاج الحكومي خرج علينا فيها السيد بنكيران بعدة تصريحات هاجم فيها الإتحاد الإشتراكي وأمينه العام، بينها أنه قال ” إلا دخل لشكر للحكومة أنا مشي عبد الإله..!” لكن أيام قليلة بعد تنصيب السيد العثماني أعلن التحالف مع عدة أحزاب من بينها الإتحاد الإشتراكي.
أن تنتمي لحزب يعني أن تكون مؤمنا بمبادئه، مؤمنا بما يدافع عنه وما يناضل لأجله، تتبنى نفس إيديولوجيته، لكن في حالة العدالة والتنمية فمن يمثل مواقف ومبادئ الحزب؟ بنكيران أم العثماني؟
إذا كان موقف بنكيران هو موقف الحزب فلماذا طبل الحزب لتحالفات العثماني؟ لماذا لم يتخذ أي إجراء في حقه؟ بل ساندوه واثنوا على قراره، وإذا كان موقف العثماني هو موقف الحزب فلماذا ثم انتظار كل هذه المدة؟ لماذا سمحوا لبنكيران بتعطيل مصالح البلد لشهور ؟
سيبررون موقف بنكيران وموقف العثماني بأن كلاهما من أجل المصلحة العليا للوطن، المصلحة العليا التي تتغير تعريفاتها وأوقات استعمالها حسب ما يناسبهم، وجعلوا منها شماعة يعلقون عليها فشلهم وتراجعهم على مواقفهم.
حكومة الإهانة كانت الجملة التي أجمع عليها العديد من شبيبة حزب العدالة والتمنية والمتعاطفين معه ومن كانوا يدعون للتصويت له، لكن في الوقت ذاته نجد بعض الدعاة والنشطاء على مواقع التواصل الذين كانوا يفتون بوجوب التصويت للحزب ذي المرجعية الإسلامية نصرة للدين وحماية له من الأعداء قد التزموا الصمت، فلا هم يملكون الجرأة على قول كلمة الحق، ولا هم قادرين على إيجاد مبررات دينية لما حدث، رغم أن السيد سليمان العماري شبه ماحدث بصلح الحديبية دون أن يشير إلى من هم الكفار ومن هم المؤمنون ومن هو رسول المرحلة، واعتقد بأنه كان عليه أن يشبه ماحدث بغزوة أحد حيث ترك “المؤمنون” مواقعهم حانتين بالوعود وطامعين في الغنائم.
تصدر العدالة والتنمية للانتخبات كان بعد أن دغدغ مشاعر المواطنين وأكد على أن تصويتهم للحزب هو فرصة لمواصلة الإصلاح ومحاربة الفساد وخنق التحكم، ولكن بعد أن تحالف الحزب مع من كان يعتبرهم أساس الفساد و خنق أصوات ناخبيه بوضع يده في يد من كان يعتبرهم “التحكم” لا نملك سوى الدعاء لكل من صوت للحزب ودافع عنه، فاللهم آجرهم في “مصيبتهم” و أخلفهم خيرا منها.