انتفاضة العطش بمخيمات تندوف

لجأت عائلات صحراوية بمخيم ولاية السمارة بمخيمات تندوف إلى طرد ما يسمى “وزير الداخلية” و “وزير المياه”، على خلفية زيارتهما للمخيم لتهدئة الساكنة المتذمرة من أزمة العطش الشديد التي اجتاحت المخيمات ، وتأثر بها مخيم السمارة أكثر من غيره.

الزيارة التي قادت المسؤولين لمخيم السمارة تدخل في إطار حملة أطلقتها قيادة البوليساريو بالاستعانة بصهاريج الجيش لإنقاذ ما يمكن إنقاذه في ظل الوضع المأساوي بالمخيمات ، الحملة جاءت بغرض التهدئة أكثر منها بحثا عن الحلول لأزمة العطش الشديد التي أصابت المخيم، وأثرت بشكل كبير على مختلف مناحي الحياة به.

ولم تكلف قيادة البوليساريو نفسها على مدى أربعة أسابيع عناء حل المشكل أو اتخاذ إجراءات عملية من شأنها الحد من آثاره على الساكنة التي استشاطت غضبا خاصة بعد معرفتها برصد الدول والمنظمات المانحة لأموال طائلة بهدف تزويد المخيمات بالمياه وإنجاز مشروع للتحلية، إلا إن كل ذلك لم يحدث بسبب الفساد الكبير وسرقة المنحة المالية، إضافة إلى تحويل صهاريج نقل المياه إلى خزانات لنقل المحروقات وبيعها لمحطات في ملكية قادة نافذين بالبوليساريو، فضلا عن الأعطاب الفنية التي لحقت الصهاريج المتبقية بسبب قدمها وانعدام العناية بها.

كل تلك الأسباب مجتمعة أدت إلى تفاقم الوضع بالمخيمات وجعلت ساكنتها تنتفض في وجه قيادة البوليساريو، التي أطلقت حملة متأخرة جاءت بعد شهر كامل من الأزمة المائية التي لا زالت أثارها ماثلة للعيان وتنذر بخروج الوضع عن السيطرة إن لم تتدخل المؤسسات الدولية للمساعدة في تجاوزه.

Total
0
Shares
المنشورات ذات الصلة