مثُل، صباح يوم أمس الثلاثاء 02 ماي الجاري، الصيدلي محمد الدلوزي، المشتبه به الرئيسي في قضية مقتل الحاكم الجماعي لسيدي العايدي نواحي مدينة سطات أحمد نبيه، إلى جانب أخيه مصطفى الدلوزي، أمام قاضي التحقيق بمحكمة الاستئناف بسطات، بعدما تخلفا عن حضور جلسة التحقيق المقررة في 04 أبريل الماضي، وذلك قصد إعادة النظر في أطوار جريمة ظلت تراوح مكانها لمدة 17 سنة، وفق ما جاء في صحيفة “آخر ساعة” في عدد الأربعاء.
وتقدم دفاع الضحية بمذكرة إلى قاضي التحقيق، تتضمن جردا بوقائع جريمة القتل التي تعد أول جريمة مغربية يصل صداها إلى “الكونغرس” الأمريكي، مبرزا فيها كيف تمت عملية اغتيال الحاكم الجماعي، الذي كان يبلغ قيد حياته 77 سنة، بعدما جرى اختطافه في 24 يوليوز 2000 وهو في طريق عودته من ضيعته إلى منزله بسطات على الساعة الثامنة مساء، قبل أن يتم العثور على جثته في اليوم الموالي، ممددة وملطخة بالدماء داخل سيارته على بعد 7 كيلومترات من المركز الجهوي للدرك الملكي بسطات، بحسب دفاع الضحية.
وأكدت المعطيات الواردة في القضية، أن جثة الضحية كانت تحمل آثار تعذيب بعدما وجهت إليه 33 طعنة بالسكين.
والتمس دفاع ابن الضحية المطالب بالحق المدني، صباح أمس الثلاثاء، من قاضي التحقيق إخضاع هواتف الصيدلي المذكور وأخيه إلى جانب 3 مشتبه بهم آخرين للمراقبة والعودة إلى كافة المكالمات التي أجريت ساعة وقوع الحادثة، من أجل فك لغز هذه الجريمة التي وصفت بالمعقدة.
وتساءل دفاع الضحية عن سبب غسل سيارة القتيل، وهو ما أدى إلى إتلاف أدلة قال إنها مهمة، الشيء الذي أعاق البحث التمهيدي الذي أشرفت عليه عناصر المركز القضائي للدرك الملكي (محضر عدد 334)، قبل أن تتولى التحقيق الفرقة الوطنية للشرطة القضائية التحقيق في القضية (محضر عدد 169) رفقة نواب الوكيل العام للملك بسطات و3 قضاة.
وكان الوكيل العام للملك بمحكمة الاستئناف بسطات قد وجه إلى قاضي التحقيق، مستهل السنة الجارية، مذكرة يلتمس من خلالها متابعة ثلاثة أشخاص بتهمة القتل العمد، ومتابعة الصيدلي وأخيه، بتهمة المشاركة في القتل، بعدما أكد شاهد عيان، وهو رجل ليست له معرفة بالفقيد يعمل في ورشة بالقرب من مسرح الجريمة، في محضر الدرك الملكي أنه كان عائدا من ورشته في مدينة سطات على متن سيارته بمعية عدد من العمال، حوالي الساعة العاشرة والنصف ليلا، عندما شاهد سيارة رباعية الدفع رمادية اللون قادمة بسرعة جنونية، وقد تمكن من رؤية شخصين على متن السيارة وكانت المواصفات التي أدلى بها الشاهد تحيل على أخ الصيدلي الذي تمكن الشاهد من التعرف عليه بمقر الفرقة الوطنية في طابور للعرض.
من جهة أخرى، أبرز تقرير التشريح الطبي تعرض الضحية إلى أزيد من ثلاثين طعنة على مستوى الوجه واليدين والعينين، فضلا عن الصدر والرأس، ما جعل المقربين من الضحية يشكون في أن الدافع وراء هذه الجريمة الغامضة يعود إلى الانتقام، فيما مازال التحقيق جاريا من أجل الكشف عن الأسباب الحقيقية وراءها والمتورطين الرئيسيين فيها.