أدت حنى المنافسة الشرسة بين مهنيي الأسماك في رمضان، الذي يسجل إقبالا كبيرا عليها، إلى ترويج أنواع مصابة بطفيليات قبل إخضاعها للتبريد بشكل يقضي على المرض قبل توجيه المنتوجات البحرية إى الاستهلاك، الخبر أوردته يومية الصباح عدد الثلاثاء.
وحسب اليومية فقد فوجئ بيضاويون، أمس الأحد، بأنواع غريبة من الديدان في أسماك فطورهم، خاصة سمك « الميرلون »، قبل أن يعيدوه إلى باعته، لمساءلتهم عن مصدر هذه الديدان، وإن كانت الأسماك فاسدة، خاصة وأن الأمر يتعلق بطفيليات تشكل خطورة على صحة المستهلكين.
وقالت ربة بيت بالحي الحسني بالبيضاء لليومية، إنها اقتنت أسماك « الميرلون » من بائع سمك عبر دراة ثلاثية العجلات، وعند تنظيفها لاحظت وجود ديدان غريبة فيها، لتعيدها مباشرة إلى البائع، غير أنه رفض استعادتها بمبرر أن الأسماك طرية وأنه غير مسؤول عن وجود ما يسمى بالدراجة المغربية « السينتا » وأنه تزود بها من سوق السمك بالحي نفسه، وهو الأمر، الذي زكته بيضاوية أخرى من الحي ذاته، إذ أكدت أنها اقتنت أسماكها من السوق البلدي للحي.
من جهته قال عبد الله أسول، مدير المكتب الوطني للسلامة الصحية للمنتوجات الغذائية بجهة البيضاء سطات لليومية، إن وجود طفيليات في الأسماك أمر طبيعي، غير أن توجيهها إلى الاستهلاك « هو أمر غير الطبيعي، وغير المسموح به »، مضيفا «أن السمك كجميع المخلوقات يصاب بأمراض وبطفيليات من نوع الديدان، التي تصيب القطط والكلاب وحتى الإنسان، لكن مع ذلك على المهنيين ألا يوجهوها إلى الاستهلاك، بل يتوجب عليهم معالجتها عبر التبريد ».
وقال أسول لليومية إن اقتناء الأسماك من البائعين المتجولين عبر العربات والدراجات الثلاثية، يشكل خطرا على صحة المستهلكين، خاصة أن لا أحد يعرف مصدرها، « القناة الوحيدة لترويج الأسماء هي الأسواق، لأنها وحدها تخضع للمراقبة، أما العربات والدرجات فلا أحد يضمن مصدر منتوجاتها، لذلك يجب على المستهلكين تجنب تناول أسماك مجهولة المصدر ».
وحسب المسؤول نفسه، فإن المكتب لم يتحرك بعد للتحقيق في حقيقة وجود أسماك مصابة بطفيليات، «نجري المراقبة في حينها وقبل توجيه المنتوجات إلى الاستهلاك، لكن قد يحدث أن تروج أسماك من هذا النوع، غير أننا حتى الآن لم نتلق أي اتصال من مستهلكين، وعرفنا بالأمر عبر مواقع التواصل الاجتماعي، بعد ترويج فيديو دون أن يحدد أصحابه السوق الذي اقتنوا منه بضاعتهم ليتسنى لنا شن حملاب به ومعرفة مصدر هذه الأسماك ».