أصبح المغرب، باعتباره وجهة مفضلة للسياح والأشخاص الباحثين عن عروض متميزة في مجال العلاجات الطبية والراحة الجسدية، من بين الوجهات المغرية عبر العالم في مجال السياحة الطبية التي تشهد إقبالا متزايدا من لدن السياح المولعين بهذا النوع من السياحة.
فبفضل المؤهلات والمزايا التنافسية التي يتوفر عليها المغرب في مجال العرض العلاجي والطب الاجتماعي، تمكنت المملكة من فرض مكانتها كوجهة مفضلة لدى المولعين بالسياحة الطبية.
كما استطاع المغرب بفضل التقنيات المستعملة والمهارات الطبية العالية المستوى التي يزخر بها وما يقدمه من علاجات طبية أكثر تنافسية إلى جانب قربه من أوروبا والأسواق الافريقية والشرق الأوسط، اكتساب شهرة كبيرة ومتميزة في مجال السياحة الطبية من خلال ما يقدمه للسياح من خدمات تجمع بين العلاجات الطبية وإقامات للنقاهة في مركبات سياحية رفيعة.
وحسب مدير المركز الجهوي للاستثمار مراكش-آسفي السيد إبراهيم خير الدين، فإن المغرب يتموقع كوجهة مفضلة للسياحة الطبية وذلك بفضل تحسينه للمنصات والعرض الطبي وما ينعم به من استقرار سياسي، مما جعل منه أرضية متميزة للسياحة الطبية.
وأضاف خلال أشغال الدورة الثانية لمعرض السياحة الطبية بإفريقيا “أفريكا ميديكال إيكسبو” التي احتضنتها مراكش مؤخرا تحت شعار “من أجل إحداث أنظمة للسياحة الطبية بإفريقيا”، أن مدينة مراكش، التي تتوفر على منصات تقنية عصرية، وأطباء من مستوى عال وبنيات تحتية طبية وشبه طبية متميزة تتيح تقديم خدمات طبية للسياح والزبناء تجمع بين العلاجات الطبية والإقامة من أجل التماثل للشفاء في المركبات السياحية.
وحسب آخر الدراسات التي أنجزتها “فرانس- ستراتيجي”، فإن عدد المرضى الذين يلجؤون إلى الخارج طلبا للعلاج تضاعف خلال خمس سنوات، حيث انتقل من 5ر7 مليون شخص سنة 2007 إلى 16 مليون شخص سنة 2012.
ويبقى تنوع العروض التي يقدمها المغرب في هذا المجال، من العوامل الرئيسية في استقطاب أكثر عدد من السياح عبر العالم للاستفادة من الكلفة المنخفضة للعلاجات الطبية، التي يمكن أن تصل إلى 50 في المائة في العمليات الطبية الخاصة بالأسنان أو إجراء عملية تجميلية بأقل تكلفة أو العلاجات الخاصة بأمراض السرطان أو القلب.
وقد أضحى بإمكان المملكة، التي تعتبر من بين الوجهات المتميزة بإفريقيا في مجال السياحة الطبية إلى جانب تونس وجنوب إفريقيا ومصر، بفضل التطور الذي تشهده في هذا المجال على المستوى الافريقي وما تزخر به من مؤهلات بشرية وتكنولوجية، التحول إلى وجهة رائدة في مجال العلاجات الطبية بإفريقيا.
ويرى المدير الجهوي للصحة بمراكش، السيد خالد الزنجاري، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، أن جهة مراكش-آسفي، وخاصة مدينة مراكش، تتوفر على سلة من العلاجات الطبية أكثر تطورا من شأنها استقطاب المزيد من السياح والأشخاص المولعين بالسياحة الطبية.
وحسب تقرير صدر عن مجلة رائدة في قطاع الطب السياحي “ميديكال توريزم أنديكس” لسنة 2016، فإن المملكة المغربية تصنف في المركز ال31 من بين أهم الوجهات السياحية ال41 المتخصصة في السياحة الطبية، وفي المرتبة الثالثة في هذا المجال على مستوى البلدان الفرنكفونية.
من جهتها، أوضحت المندوبة الجهوية للسياحة بمراكش السيدة فدوى شباني إدريسي، في تصريح مماثل، أن وجهة مراكش السياحية عرفت تطورا كبيرا في مجال الطب السياحي عبر توفرها على مصحات طبية متخصصة في عدد من ميادين العلاج خاصة زراعة الشعر وطب الأسنان والجراحة التجميلية.
وحسب منظمة الصحة العالمية، فإن عدد السياح الراغبين في السياحة الطبية عبر العالم قارب 38 مليون شخص سنويا في ظل سوق يعرف ارتفاعا مستمرا بمعدل يقدر ب15 في المائة سنويا وبمعدل إنفاق ب5000 دولار في كل زيارة، مع توفير مجموعة من العلاجات تجمع بين الطب التجميلي والعلاجات الوقائية، ونمط العيش والتمارين الجسدية.
وتفيد المنظمة العربية للسياحة، من جانب آخر، أن البلدان العربية تنفق سنويا حوالي 27 مليار دولار في السياحة الطبية بالخارج، في حين كان من الممكن إنفاق جزء هام من هذه التكلفة بالبلدان العربية.
يذكر أن التطور الذي تعرفه المصحات الطبية بالمغرب، والتي توظف آخر التكنولوجيا العلمية وتعتمد تكوينا طبيا من مستوى عال مع توفرها على موارد بشرية مكونة في أكبر المؤسسات الطبية بأمريكا وأوروبا، يجعل المملكة تتموقع كقطب ووجهة دولية في مجال السياحة الطبية والراحة الجسدية.