كتبت يومية (ذي غانين تايمز) واسعة الانتشار في عددها ليوم أمس الثلاثاء، أن انضمام المغرب للمجموعة الاقتصادية لدول غرب افريقيا (سيدياو)، قد يعطي دفعة واضحة لهذا التجمع الإقليمي.
وأوضحت الصحيفة في مقال تحت عنوان “المغرب: دفعة لـ (سيدياو)” أن طلب الانضمام إلى المجموعة يتماشى مع السياسة التي يدعو إليها المغرب إزاء القارة، والمرتكزة على شراكة أكثر متانة بين بلدان الجنوب وذات ربح متبادل.
وأضافت أنه مع انعقاد القمة المقبلة لمجموعة (سيدياو) في يونيو المقبل في مونروفيا (ليبيريا)، سيتعين على هذا التجمع الإقليمي اتخاذ “قرار تاريخي” يمكن أن يغير مصير منطقة غرب أفريقيا.
ولم يفت كاتب المقال التأكيد على أن طلب المغرب الانضمام إلى هذا التجمع يظل مطابقا لمقتضيات الميثاق التأسيسي للمجموعة، مشيرا إلى أن المملكة، ومن خلال التزامها بتطوير وتنمية القارة، ستعطي بما لا يدع مجالا للشك قيمة مضافة حقيقية إلى المجموعة ولا سيما فيما يتعلق بتعزيز المبادلات التجارية والاندماج الإقليمي.
وبعد إعطاء لمحة تاريخية عن إنشاء مجموعة سيدياو عام 1975 وأهدافها، أبرزت الصحيفة أهمية هذا التجمع الإقليمي، والتي تعادل 630 مليار دولار، أي ما نسبته 21 في المئة من الناتج المحلي الإجمالي العالمي. ومع انضمام المغرب، فإن هذا التكتل الاقليمي سيصبح الاقتصاد الـ 16 في العالم، بحيث سيتقدم على تركيا وإندونيسيا.
ولاحظت الصحيفة أن المملكة، المدعومة بموقعها الاستراتيجي وأدائها الاقتصادي، ستكون بمثابة منصة لا غنى عنها بالنسبة لـ (سيدياو) في هذا الاتجاه، والتي ستمكنها من الولوج بسهولة إلى الأسواق الأوربية والأمريكية والعربية.
وفندت الصحيفة بعض الانتقادات المتعلقة بطلب انضمام المملكة إلى سيدياو، ولاسيما تلك التي تعتبر أن المغرب يعتزم تحويل المجموعة إلى نقطة انطلاق لاختراق مناطق أخرى، بهدف وحيد يتمثل في الهيمنة على الاقتصاد الافريقي. وأكد كاتب المقال أن المغرب لا يشكل “تهديدا” لـ (سيدياو) موضحا في هذا الإطار أن 6 في المئة فقط من صادراته موجهة إلى الدول الأعضاء 15 في المجموعة، في حين أن 65 بالمائة من الاستثمارات الأجنبية المباشرة للمملكة موجهة للدول الأعضاء في مجموعة (سيدياو)، وهو ما يجعل من المملكة مستثمرا رائدا في المنطقة.
وذكرت (ذي غانيان تايمز) أنه قبل صياغة المغرب لطلبه الحصول على العضوية في المجموعة، قام صاحب الجلالة الملك محمد السادس بزيارة لـ 11 بلدا أفريقيا، وهي الجولة الملكية التي تميزت بالتوقيع على مجموعة من اتفاقيات التعاون الثنائية تهدف إلى إعطاء دينامية جديدة للشراكة الأفريقية المغربية.
وفي هذا الإطار، تورد الصحيفة مثالا على مشروع كبير لإنشاء أنبوب الغاز بين المغرب ونيجيريا، وهو مشروع سيساعد بلدان غرب أفريقيا على مواصلة توطيد وتعزيز أمنها الطاقي من خلال تزويد أوروبا بالغاز الطبيعي عبر عدة بلدان بالمنطقة.
واستعرضت الصحيفة أيضا سلسلة من المشاريع الكبرى التي يتم تنفيذها سويا مع المغرب ومنها مشروع الطريق السيار طنجة-لاغوس بهدف المساهمة في جهود التنمية في القارة، وذلك في مختلف القطاعات من قبيل الفلاحة والسكن والطاقات المتجددة والأمن الغذائي، والأعمال الفلاحية والصناعة والبنيات التحتية وغيرها.
وذكرت الصحيفة في هذا الإطار أن سفير المغرب في غانا، حميد شبار، أعرب خلال مؤتمر صحفي في أكرا، عن تطلع المغرب إلى الانضمام إلى (سيدياو)، مشيرا إلى أن طلب العضوية في هذا التكتل الإقليمي يستمد أساسه من روح التعاون المربح لبلدان جنوب جنوب ومن الجهود التي يبذلها المغرب لصالح الاندماج الأفريقي.
وقال الديبلوماسي المغربي، إن “المغرب يتوفر على تجربة وخبرة كبيرتين في مختلف القطاعات، ونحن ملتزمون بوضعها رهن إشارة البلدان الإفريقية الأخرى”.
وبحسب الصحيفة، فإن انضمام المغرب إلى هذا التجمع قد يغير دينامية الإنتاج والصادرات وتجارة البلدان الأعضاء في (سيدياو) وسيعزز من وتيرة نموها الاقتصادي، وهو ما سيدعم إدخال عملة إقليمية واحدة، مشيرة إلى أن مجموعة (سيدياو) وإفريقيا عموما ستصبح مع انضمام المغرب أكثر تنافسية.