مقتل 7 وإصابة نحو 50 في حوادث طعن ودهس في لندن

قاد مهاجمون يشتبه بأنهم متشددون شاحنة صغيرة بسرعة كبيرة ودهسوا المارة على جسر لندن ليل السبت قبل أن يطعنوا آخرين في شوارع قريبة مما أسفر عن مقتل 7 أشخاص وإصابة نحو 50 آخرين.

وهرعت الشرطة المسلحة إلى الموقع وقتلت المهاجمين الثلاثة بالرصاص في منطقة بورو ماركت قرب الجسر، ودعت السلطات سكان لندن على تويتر إلى “الجري والاختباء والإبلاغ” إذا تعرضوا لأي هجوم.

جاءت الهجمات قبل أيام فقط من الانتخابات العامة المقررة يوم الخميس. وقال متحدث باسم رئيسة الوزراء تيريزا ماي إن حزب المحافظين الحاكم علق الحملات الانتخابية على مستوى البلاد يوم الأحد.

وقالت ماي في بيان “عقب تقارير من الشرطة ومسؤولي الأمن بإمكاني تأكيد أن الواقعة المروعة في لندن يتم التعامل معها كعمل إرهابي محتمل”.

وجاءت الهجمات بعد أقل من أسبوعين على هجوم انتحاري قتل 22 شخصا في حفل للمغنية الأمريكية أريانا جراندي في مانشستر بشمال انجلترا.

ولم تعلن أي جهة بعد مسؤوليتها عن هجمات السبت.

وقال مارك رولي كبير ضباط مكافحة الإرهاب في بريطانيا “للأسف لقي 7 أشخاص حتفهم بالإضافة إلى المهاجمين الثلاثة الذين قتلتهم الشرطة بالرصاص”. وكان المشتبه بهم يرتدون ما يشبه الأحزمة الناسفة لكن ثبت لاحقا أنها غير حقيقية.

وعرض تلفزيون هيئة الإذاعة البريطانية (بي.بي.سي) صورة تظهر اثنين من المهاجمين المحتملين بعد أن قتلتهما الشرطة وكان هناك عبوات مربوطة على جثة أحدهما. وبعد ساعات من الهجوم ظلت المنطقة مغلقة وجابتها دوريات من الشرطة المسلحة وشرطة مكافحة الإرهاب.

وقالت هيئة إسعاف لندن إنها نقلت 48 مصابا إلى خمسة مستشفيات في العاصمة البريطانية بينما عالجت عددا آخر من إصابات طفيفة في موقع الهجمات.

وتحدث صادق خان رئيس بلدية لندن عن “هجوم جبان على أبرياء من سكان لندن وزوار مدينتنا الذين يستمتعون بمساء السبت”.

وقال خان إنه يجب ألا يتم تأجيل الانتخابات المقررة يوم الخميس بسبب الهجوم. وأضاف أن سكان لندن سيشهدون وجودا متزايدا لرجال الشرطة في المدينة بعد الهجوم الدامي لكن ليس هناك ما يدعو للذعر. وحث الناس على التزام الهدوء وتوخي الحذر.

وتابع أن المستوى الرسمي للتهديد الأمني ما زال عند مستوى “حاد” مما يعني أن وقوع هجوم أمر مرجح بشكل كبير.

وأضاف “من الأمور التي يمكن أن نقوم بها حتى نثبت أننا لن نذعن للخوف هو التوجه إلى صناديق الاقتراع يوم الخميس والتأكيد على أننا نعي أهمية ديمقراطيتنا وحرياتنا المدنية وحقوق الإنسان”.
*”جروح طعنات”

وصف شهود شاحنة صغيرة بيضاء تدهس المارة عند جسر لندن.

قال مارك روبرتس (53 عاما) وهو استشاري إدارة لرويترز “كان يبدو أنه يستهدف مجموعات من الناس. توقفت لأنني لم أكن أعرف ماذا أفعل… لقد كان أمرا رهيبا”. وقال إنه شاهد ستة أشخاص على الأقل على الأرض.

وقال سائق سيارة أجرة (لبي.بي.سي) إن ثلاثة رجال نزلوا من الشاحنة وهم يحملون سكاكين طويلة “وشرعوا في طعن الناس عشوائيا في بورو هاي ستريت”.

وذكر شهود أن الناس هرعوا للاحتماء بإحدى الحانات.

وقال أحد الشهود ويدعى برايان (32 عاما) لرويترز “بدأ الناس في الركض والصراخ واصطدمت الشاحنة بالسياج. تحركنا باتجاه بورو ماركت ودخل الجميع إلى الحانة”.

ووصف شاهد آخر، طلب عدم نشر اسمه، وقد غطت ملابسه الدماء مشهد الذعر في الحانة.

وقال الشاهد البالغ من العمر 31 عاما “دقوا إنذار الطوارئ. كان هناك طابور من الأشخاص في طريقهم إلى مخرج الطوارئ. وبعد ذلك بدأ الناس في الصراخ وهم يعودون للداخل”.

وأضاف “في أحد الأركان كان هناك رجل مصاب بطعنة في رقبته… كانت هناك طبيبة في الحانة وسارعت لمساعدته”.

وقالت (بي.بي.سي) إن شهودا رأوا أناسا يلقون الطاولات والمقاعد على المهاجمين لحماية أنفسهم.

وعرضت (بي.بي.سي) لقطات لعشرات الأشخاص حوصروا فيما يبدو في الهجوم وهم يخرجون في حراسة الشرطة وأيديهم فوق رؤوسهم.
*ترامب وماكرون يعبران عن تضامنهما

وجه تنظيم الدولة الإسلامية، الذي يفقد أراضي في سوريا والعراق مع تقدم قوات مدعومة من التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة، يوم السبت دعوة على خدمة التراسل تليجرام حث فيها أتباعه على شن هجمات بشاحنات وسكاكين وبنادق ضد “الصليبيين” خلال شهر رمضان.

وخلال العامين السابقين نفذ متشددون هجمات مماثلة في برلين ونيس وبروكسل وباريس.

ومن المقرر أن ترأس ماي اجتماعا أمنيا في وقت لاحق يوم الأحد.

ولجأ الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى تويتر لعرض المساعدة على بريطانيا. وقال البيت الأبيض إن فريق ترامب الأمني أطلعه على الأحداث.

وقال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون على تويتر “فرنسا تقف أكثر من أي وقت مضى إلى جانب المملكة المتحدة”.

تشبه هجمات يوم السبت هجوم وستمنستر في مارس آذار عندما قتل رجل خمسة أشخاص بعد أن دهس المارة قبل أن يطعن شرطيا عند البرلمان.

وتحدث أيضا عدد من الشهود عن سماع دوي طلقات رصاص حول جسر لندن.

وقال يوان بلمير (40 عاما) وهو مصرفي فرنسي يعيش في لندن “كنا في سيارة أوبر (أجرة) نتحرك صوب جسر لندن وفجأة رأينا أناسا يركضون وتوقفت السيارة وسألنا الناس عما يحدث وقالوا إن هناك إطلاق نار”.

وأضاف لرويترز “المنطقة مغلقة الآن تماما وسيارات الشرطة تتحرك من جهة وسيارات الإسعاف تتحرك من الجهة الأخرى”.

وكان تفجير مانشستر الذي وقع يوم 22 مايو أيار هو الأعنف في بريطانيا منذ يوليو تموز 2005 عندما قتل أربعة بريطانيين مسلمين 52 شخصا في هجمات انتحارية منسقة على شبكة النقل في لندن.

Total
0
Shares
المنشورات ذات الصلة