كشفت نوال بنعيسى، خليفة الزفزافي بالحسيمة، أن الريفيين ليس لديهم أي عداء اتجاه الملك محمد السادس وأنهم وطنيون، مؤكدة في المقابل أن الحكومة فقدت مصداقيتها وشرعيتها، مشيرة إلى أن آمال الريفيين معقودة على أعلى سلطة في البلاد من أجل ايجاد حل لمعاناتهم اليومية.
وذكرت يومية “أخبار اليوم” في عددها ليوم الثلاثاء، أن بنعيسى، أكدت أن زيارة عدد من الوزراء للمنطقة لم تضف أي شيء للمدينة سوى اعتقال مجموعة من النشطاء كان آخرهم نبيل امحجيق، الرجل الثاني في الحراك، مضيفة أن الناس عازمون على الاستمرار في الشارع وعدم العودة لمنازلهم، إذ يبتكرون كل يوم أساليب نضالية جديدة.
وأضافت المتحدثة في تصريح للجريدة، أن هنالك اختطافات غير مفهومة للنشطاء، مما يصعب معرفة عدد المعتقلين، مؤكدة أن الحراك شعبي وليس هنالك قائد محدد، فيما عزت إسناد الناس لها لقب الخليفة متعلق بصعودها إلى المنصة لمخاطبتهم.
وفي حوار لها مع صحيفة “إلباييس” الإسبانية، قالت بنعيسى، إنها تعقد آمالها على الملك من اجل حل المشاكل الحقيقية التي يعاني منها الريف، والتي دفعتهم للخروج للإحتجاج، موجهة رسالة إلى الملك قائلة: “الملك يعرف جيدا الريف، والريفيون يحبونه كذلك، ويلتقطون الصور معه عندما يأتي إلى هنا.. نثق في الملك، ولا نثق في الحكومة، ولا في المخزن، وأنا أعتقد أنه سيكون لديه رد فعل”.
وأردفت اليومية، أن نوال تسير على منوال الزفزافي في توجهها مباشرة للملك بعيدا عن الحكومة والاحزاب والمنتخبين، معترفة بأنه لم يكن من السهل عليها الخروج في وسط محافظ للإحتجاج، مضيفة أنها كانت تحظى دوما بدعم ناصر، الذي سبق وأن طالب الملك عبر وكالة الأنباء الإسبانية “ايفي” التدخل شخصيا للإستجابة للمطالب الإجتماعية والإقتصادية والثقافية للحراك، مع تعيينه للأشخاص الذين يمكن أن يتحاوروا مع الساكنة.
وصرحت نوال، أن الساكنة تطالب بأشياء أساسية جدا، “نحن نطلب بالأساس، إطلاق سراح المعتقلين، إذ لن نتراجع عن الإحتجاجات السلمية ولو ليوم واحد حتى يتم إطلاق سراحهم، نطالب أيضا بمستشفى من أجل علاج المصابين بالسرطان، الحسيمة هي اكثر المدن المغربية التي تعاني من السرطان بسبب تعرضها لهجمات كيماوية، كما نطالب بجامعة، والقضاء على الفساد”، مؤكدة أن “الريف منطقة يطحن فيها الناس”.
جدير بالذكر أن نوال تبلغ من العمر 36 عاما، متزوجة وأم لأربعة أبناء تتحدر من أسرة فقيرة تتكون من 6 أبناء، غير منتمية لأي حزب أو جمعية أو نقابة حسب ما صرحت به للصحيفة الإسبانية، كما أن والديها غير مهتمين بالسياسة. وقالت “زوجي يقدرني ويدعمني، لكن لا يخرج معنا، بل يبقى مع الأطفال”، معبرة عن استعدادها للتضحية من أجل أن يتمتع أبناؤها بمستقبل زاهر.