أفادت صحيفة “فايننشال تايمز” أن قطر دفعت مليار دولار لإطلاق أعضاء من العائلة الحاكمة كانوا مخطوفين في العراق خلال رحلة صيد، وفقاً لأشخاص على إطلاع على الصفقة.
لقطر تاريخ من التواصل مع كل أنواع الجماعات المثيرة للجدل، من الثوار في منطقة دارفور إلى “طالبان” في أفغانستان و”حماس” في غزة
ونسبت الصحيفة البريطانية إلى قادة ميليشيات ومسؤولين حكوميين في المنطقة أن الدوحة ضمنت إطلاق 26 شخصاً خطفوا في جنوب العراق ونحو 50 مقاتلاً اعتقلهم جهاديون في سوريا. وأوضحوا أن قطر دفعت لـ”جبهة فتح الشام” ومسؤولين أمنيين إيرانيين، مضيفين أن الصفقة التي أمكن التوصل إليها في أبريل أبرزت مخاوف جيران قطر من دور الإمارة الصغيرة الغنية بالغاز في منطقة غارقة في النزاعات والخصومات.
القشة التي قصمت ظهر البعير
وقال مراقب خليجي إن “الفدية هي القشة التي قصمت ظهر البعير”. ومع أن السلطات القطرية رفضت التعليق في شكل مباشر على هذا الأمر، أقر مسؤول مقرب من الحكومة أن ثمة أموالاً دفعت، وإن تكن قالت إنها ليست مدركة لحجم المبلغ أو الجهة التي تسلمته.
ويأخذ كثيرون على قطر سعيها إلى دور أكبر من وزنها ديبلوماسياً، والتدخل في شؤون المنطقة، واستغلال قناة “الجزيرة” كأداة دعائية.
الجماعات المثيرة للجدل
ولقطر تاريخ من التواصل مع كل أنواع الجماعات المثيرة للجدل، من الثوار في منطقة دارفور إلى “طالبان” في أفغانستان و”حماس” في غزة. وهي تقدم نفسها على أنها لاعب حيادي يمكن أن تتوسط في نزاعات إقليمية. ولكن خصومها يعتبرون أنها تستغل تدخلات كهذه لتمويل الجماعات الإسلامية المتطرفة، وأخيراً في ليبيا وسوريا. ولعل صفقة الرهائن دليل إضافي على هذا الدور.
تمويل الجهاديين
وقال مسؤول سوري معارض عمل مع وسيط من القاعدة على تبادل رهائن في سوريا: “إذا أردتم معرفة كيف تمول قطر الجهاديين، لا تنظروا أبعد من صفقة تبادل الرهائن في سوريا. وهذه لم تكن الأولى، إنها واحدة من عمليات عدة مماثلة منذ بداية الحرب”. وتحدثت الصحيفة البريطانية إلى أشخاص عدة منخرطين في صفقة تبادل السجناء، بينهم مسؤولان حكوميان في المنطقة، وثلاثة زعماء ميليشيا شيعة ومسؤولان من المعارضة السورية.
وأفاد مسؤولون إقليميون حكوميون أن 700 مليون دولار تقريباً دفعت لشخصيات إيرانية والميليشيات الشيعية التي يدعمونها، مضيفين أن ما بين 200 و300 مليون دولار ذهبت إلى جماعات إسلامية في سوريا، وأكثرها إلى جبهة تحرير الشام. ونقلت الصحيفة عن مسؤولين أن هذه الصفقة تكشف كيف تستخدم قطر صفقات الرهائن لتمويل الجهاديين في سوريا، وميليشيات تابعة لإيران.