عادت رقية أبو عالي إلى الأضواء، بعد اقتحام بيتها بتيغسالين بخنيفرة، الأسبوع الماضي، من قبل فرقة أمنية خاصة، مكونة من عشرة عناصر، بحثا عن شريط فيديو يوثق فضائح مسؤولين في الدرك ومافيا تهريب الأرز بالمنطقة.
وقالت جريدة الصباح في عدد الثلاثاء أن هذا الملف تحقق فيه الفرقة الوطنية للشرطة القضائية التابعة للدرك الملكي.
وقالت أبو عالي، في اتصال هاتفي مع «الصباح»، إنها كانت، بحر الأسبوع الماضي، تقوم بأشغال في المنزل الذي تستقر فيه مع زوجها، قبل أن يطرق بابها الأمنيون بعنف، ويقتحموه أمام أنظار الجيران، دون تقديم أي وثيقة تؤكد أنهم يحوزون أمرا من وكيل الملك بتفتيش البيت.
وزادت أبو عالي أنها وقفت مشدوهة أمام العدد الكبير للعناصر الأمنية، التي كانت ترتدي زيا رسميا مختلفا لم يسبق لها رؤيته، كما هو حال جيرانها، واستفسرتهم عن سبب زيارتها ليؤكدوا أنهم حضروا لتفتيش بيتها بأمر من وكيل الملك، بحثا عن أشرطة فيديو قد يكون شقيقها خبأها في بيتها.
وبعد تفتيش دقيق للبيت، غادرت عناصر الفرقة الخاصة، لتسارع رقية إلى مكتب وكيل الملك طلبا لتوضيح في الأمر، خاصة أن اقتحام بيتها بهذه الطريقة وبدون توجيه أي تهمة لها، يعرضها مرة أخرى لتشتيت أسرتها بعد سنوات من الاستقرار وعيش حياة عادية كباقي الأسر مع زوجها، غير أن المسؤول القضائي، حسب تأكيدها، نفى علمه بالواقعة، وأكد أن تعليمات تفتيش بيتها لم تصدر عن مكتبه أو عن أحد نوابه، ليأمر بفتح تحقيق على الفور لمعرفة الجهاز الأمني الذي زار بيت رقية أبو عالي.
وعاشت رقية، التي هزت قبل سنوات عرش القضاء بمكناس وخنيفرة، بعد توثيقها واقعة ابتزازها جنسيا من قبل قاض للإفراج عنها في ملف يتعلق بإهانة مسؤول دركي، (عاشت) لحظات عصيبة نتيجة الطريقة الوحشية التي تم بها تفتيش بيتها، دون أن يتم حجز أي شريط فيه.
وطالبت أبو عالي بالكشف عن الجهاز الأمني، الذي روعها أمام أنظار الجيران، موضحة أن شقيقها فضح عمليات تهريب الأرز، ووثق بعضها في أشرطة فيديو، ووضع شكاية يكشف فيها تفاصيل هذه العمليات، أحال إحداها الوكيل العام لدى استئنافية مكناس على الفرقة الوطنية للشرطة القضائية التابعة للدرك الملكي، غير أن أبو عالي، الذي قدم شكايته بغطاء جمعية حقوقية، طالب بإحالتها على الفرقة الوطنية للشرطة القضائية التابعة للأمن الوطني، رافضا المثول أمام الفرقة نفسها، بناء على استدعاء توصل به منها، قبل أسابيع، بمبرر أن المشتكى به مسؤول في الدرك الملكي، وأن له علاقات في هرم هذه الفرقة، يمكن أن تؤثر على نتائج أبحاثها.
وقالت أبو عالي إنه عوض تركيز اهتمام الجهاز الأمني نفسه على حجز الأشرطة التي يهدد شقيقها بنشرها على مواقع الانترنيت، يجب الاستماع إلى المسؤول الدركي والأشخاص الذين تشير إليهم شكاية شقيقها باعتباره ر ئيس فرع جمعية حقوقية، ومباشرة الأبحاث في هذا السياق، عوض ترهيب من يحاول فضح هذه العمليات.