تُبذل محاولات للتصدي لهجوم إلكتروني بدأ في أوكرانيا وروسيا ومن ثم انتقل لأوروبا الغربية وأمريكا. ولم يتضح بعد من يقف وراء الهجوم. وتتهم أوكرانيا روسيا، في حين يقول خبراء إنه من المحتمل أن يكون إجرامياً بهدف كسب المال.
يحاول آلالاف من مستخدمي الكومبيوتر عبر العالم الأربعاء (28 حزيران/يونيو 2017) إعادة تشغيل أجهزتهم بعد موجة هجمات معلوماتية بدأت الثلاثاء في أوكرانيا وروسيا وانتقلت إلى أوروبا الغربية والولايات المتحدة. وأعاق قراصنة معلوماتية الوصول إلى ملفات شركات ووكالات حكومية بينها مفاعل تشرنوبيل النووي طالبين دفع 300 دولار لإتاحة الدخول إلى هذه الملفات مجدداً.
والفيروس الحالي مشابه لـ “واناكراي” الذي انتشر الشهر الماضي في أكثر 150 دولة وأصاب نحو 200 ألف جهاز. لكن انتشار الهجوم الجديد يبدو أصغر من سابقه إذ قدرت شركة “كاسبرسكي لاب” الروسية للأمن المعلوماتي ضحايا الهجوم الجديد بألفي جهاز. ولم يتبين على الفور من يقف وراءه.
وقال خبراء إن الهجوم ناجم عن فيروس “بتراب” وهو نسخة معدلة عن فيروس “بيتيا” الخبيث المرفق بطلب المال الذي ضرب العام الماضي طالباً من ضحاياه دفع أموال مقابل إعادة بياناتهم. إلا ان كاسبرسكي تؤكد إنه نسخة حديثة.
وفي أوكرانيا، أعلنت الحكومة الأربعاء أن الهجوم تم “وقفه” مؤكدة أن “الوضع تحت السيطرة الكامل للاختصاصيين في مجال الأمن المعلوماتي الذين يعملون على استعادة البيانات المفقودة”. وقالت الوكالة الأوكرانية المسؤولة عن المنطقة المحظورة في محيط تشرنوبيل إن الفنيين “يقيسون النشاط الإشعاعي بعدادات غايغر في موقع المحطة” بعد أن تضرر نظام ويندوز الذي يدير رصد النشاط الإشعاعي في المحطة بالهجوم وخرج عن الخدمة.
وفي روسيا، أعلنت شركة النفط الروسية العملاقة “روسنفت” أنها تعرضت لهجوم الكتروني في نفس الوقت تقريباً. ولاحقاً، أعلنت شركات عالمية في غرب أوروبا والولايات المتحدة أنها تعرضت لهجمات الفيروس في مقدمتها عملاق صناعة الأدوية “ميرك” وشركة الإعلانات البريطانية “دبليو بي بي” والشركة الصناعية الفرنسية “سان غوبان”.
وأعلنت الحكومة الهندية الأربعاء أن هجمات معلوماتية أعاقت العمل في عنبر تديره شركة النقل البحري الدنمركية “ميرسك” في ميناء جواهرلال نهرو في مومباي، أكبر ميناء في البلاد.
ومن جانبه، قال الأمين العام لحلف شمال الأطلسي ينس ستولتنبرغ أن الهجوم يوضح أهمية “تعزيز دفاعاتنا” ضد الهجمات المعلوماتية. وقال ستولتنبرغ الأربعاء إن “هجومي ماي وهذا الأسبوع يؤكدان أهمية تعزيز دفاعاتنا المعلوماتية وهذا ما نفعله”. وأضاف للصحافيين في بروكسيل قبل لقاء وزاري يناقش الأمن المعلوماتي “نحن نتشارك أفضل التكنولوجيا كذلك نعمل عن قرب أكثر مع حلفائنا”.
ويقول خبراء إن الهجوم من المحتمل أن يكون إجرامياً، لكن أوكرانيا تزعم أن روسيا تقف وراء الهجوم.