قال المحلل السياسي العمراني بوخبزة في قراءة للاستقالة التي قدمها الأمين العام لحزب الاصالة والمعاصرة إلياس العماري أنه كان ذكيا في التقاط الرسائل الواضحة التي جاءت في الخطاب الملكي الأخير، لذلك بادر إلى تقديم استقالته من مهامه كأمين عام لحزبه ،موضحا أن الاستقالة جاءت في ظرفية مناسبة .
واعتبر بوخبزة في تصريح خص به “إحاطة “أنها ليست المرة الأولى في تاريخ المغرب التي يقدم فيها أمين عام حزب استقالته .
وتساءل المتحدث في البداية لماذا ترشح إلياس العماري لهذا المنصب؟ كما تسائل أيضا عن المدة التي قضاها في هاته المسؤولية وعن ماذا تحقق؟
وعقب المحلل السياسي بالجواب على تساؤله،قائلا: إن تقلد إلياس العماري لمنصب الامين للحزب كان من أجل مهمة معينة بغض النظر إن كان قد نجح فيها أم لم ينجح دون نسيان سياق بروز اسم إلياس العماري قبل أن يصبح أمينا عاما للحزب .
وذكر العمراني بأن الحزب تعاقب عليه أربع أمناء عامين في ظرف قياسي وهم حسن بنعدي و محمد بيد الله والمصطفى بكوري ثم الياس العماري ،وهو انتقال يطرح أكثر من تساؤل، معناه يقول المتحدث: أن الامناء العامين للحزب يأتون إلى المسؤولية من مهمات معينة وفي سياقات سياسية معينة وبانتهاء المهمة يتم التفكير في البديل .
ويرى المحلل السياسي أن هذه الخطوة قد تكون مكسبا سياسيا لإلباس العماري خصوصا أنه لم يتم ازاحته ومعارضته من قبل وأثناء تسييره لدواليب الحزب ،معتبرا أن العماري حاول أن يخلق الحدث السياسي لأنه قد تكون له قيمة كبيرة بالموازاة مع الكلمة الاخيرة للامين العام السابق لحزب العدالة والتنمية وغريمه عبد الإله بنكيران خلال المؤتمر الثالث عشر لشبيبة حزب المصباح .
وأضاف بوخبزة ل”إحاطة” أن الخطوة التي أقدم عليها العماري هي عادية وقعت من قبل وقد تقع في كل الظروف.
وتابع بوخبزة أنه لا يمكن مقارنة حزب الجرار في هذا السياق، بالأحزاب الاخرى التي ألفت الزعامة السياسية ولا تريد أن تتخلى عن مناصبها وهو سلوك سلبي يستعصي على كل الفاعلين والأكاديميين والباحثين لوضع أصبعهم على هذا الجرح بالتحليل والنقاش لتجاوز هذه الازمة التي تعرفها الاحزاب السياسية .
وقال المحلل السياسي إنه لا مجال للمقارنة بين الياس العماري وبين زعماء الاحزاب السياسية الاخرى، موضحا أن أدوار إلياس العماري كانت دائمة فاعلة وقوية بالرغم من أنه كان يعتمد على الغموض أكثر من الوضوح. وكانت أصوات داخل حزب الجرار قد طالبت في أكثر من محطة بضرورة إعادة النظر في طريقة تدبيره وتسيره ،يضيف المحلل السياسي .