اتهم مواطن بلجيكي (من أصل مغربي)، ابنة حكيم بنشماش، رئيس مجلس المستشارين، باستغلال نفوذ والدها وسلطته، لحبسه مدة 24 ساعة وترهيب أسرته الصغيرة، بعد حادث مروري في الطريق السيار الرابط بين مراكش والبيضاء. وأكد، في اتصال مع “الصباح”، أن الابنة، وهي في حدود العشرين سنة من عمرها، والتي كانت على متن “رانج روفر”، هددته بالانتقام منه وقالت له “سأصدمك… ستعرف جيدا من أكون… ما عارفش راسك مع من؟”، ثم زادت بالفرنسية قائلة “je vais te niquer toi et ta famille”. وقال المواطن البلجيكي، الذي يقضي عطلته السنوية في المغرب رفقة زوجته البلجيكية وابنيه، أحدهما يبلغ من العمر 4 سنوات في حين لم يتجاوز الثاني عامه الأول، إنه لم يأخذ التهديد على محمل الجد، قبل أن يفاجأ بعد حوالي ساعتين، ب10 رجال أمن في انتظاره بالفندق حيث يقيم، تعاملوا معه بطريقة مهينة و”جرجروه” إلى ولاية الأمن بالدار البيضاء، حيث تم التحقيق معه بتهمة “الضرب والجرح”، وهي التهمة التي ينفيها تماما، قبل أن ينزلوه إلى “الكاشو” حيث أمضى 24 ساعة قبل أن يطلق سراحه. ويحكي المواطن البلجيكي، مغربي الأصل، ل”الصباح”، تفاصيل ما وقع، قائلا “كنت عائدا رفقة أسرتي الصغيرة من مراكش، (الدخلة ديال كازا)، حين تجاوزت سيارتي سيارة رانج روفر مكملا طريقي، لأفاجأ عند إشارة الضوء الأحمر بصاحبة السيارة تقذف القناني (كانيتات) علي، قبل أن تنزل من سيارتها وتبدأ بالصراخ في وجهي وضرب زجاج سيارتي، مما أثار هلع ابني وزوجتي، وحين نزلت من السيارة لأزيحها عن الطريق، انقضت علي وخدشتني في وجهي، قبل أن يتدخل أصحاب السيارات الأخرى لفض الاشتباك”. ويضيف “تفاجأت من ردة فعل الفتاة، التي كانت عنيفة جدا، لكنني قلت مع نفسي ربما لديها مشاكل أو تعيش أزمة مراهقة، لأستأنف سيري، دون أن آخذ تهديداتها على محمل الجد، ولم أكن أعرف أن الأمور كلها ستنقلب علي”. وأكد المواطن البلجيكي المغربي، أنه يعيش أزمة نفسية هو وأسرته، بسبب ما اعتبره “سوء معاملة” وإهانة” و”ضربا للكرامة”، “إذ كان يمكن للأمن أن يكتفي بحجز جواز سفري إلى حين استكمال البحث والتحقيق في ما وقع، وليس حبسي لمدة 24 ساعة، قبل أن يطلقوا سراحي في اليوم التالي. أنا شخص محترم وصاحب مقاولة ورب أسرة، ولا يعقل أن أحبس مع المجرمين وتجار المخدرات، في حين ظلت زوجتي وابناي وحيدين في الفندق، لا يعرفون شيئا عني، ولا يعرفون كيف سيتصرفون، خاصة أن زوجتي أجنبية ولم تعرف كيف تتعامل مع الوضعية. أما طفلي البالغ من العمر 4 سنوات، الذي كان شاهدا على ما وقع، فأصيب بصدمة قوية ولا يكف عن البكاء ويريد العودة إلى بلجيكا”، يقول. وأضاف المواطن البلجيكي المغربي “لن أتنازل عن حقي. وسألجأ لجميع الطرق القانونية الممكنة لأري ابنة بنشماش أن أموال أو نفوذ والدها، لن يثنياني عن رد اعتباري”. واتصلت “الصباح” ببنشماش، رئيس مجلس المستشارين، لأخذ وجهة نظره في الموضوع، لكنه اكتفى بالقول “ابنتي ليست قاصرا. سأزودكم برقمها ويمكنكم الاتصال بها لتسمعوا منها”. لكن هاتف المعنية ظل خارج الخدمة، إلى حدود كتابة هذه السطور.
نورا الفواري عن جريدة الصباح