اعتبرت النقابة الوطنية للصحافة المغربية والفيدرالية المغربية لناشري الصحف، في بلاغ مشترك، أن أي تساهل في شروط المهنية لن يعمل إلا على تكريس الفوضى والتسيب في قطاع جد حساس، جعل كل البلدان الديمقراطية، حريصة على تنظيمه بشكل صارم، في إطار تنظيم ممارسة حرية الصحافة.
وأضاف البلاغ، الذي توصلت “إحاطة” بنسخة منه، أن النقابة والفيدرالية تعتبران أن تطبيق الجزء المتعلق بتنظيم الولوج إلى المهنة سواء في قانون الصحافة أو في القانون الأساسي للصحافي المهني، خطوة مهمة في اتجاه تحصين مهنة الصحافة، والابتعاد بها عن أن تكون مهنة من لا مهنة له، ويشكل هذا فرصة للجزء غير المهيكل في قطاع الصحافة، للالتزام بشروط التأهيل.
وأكدت النقابة والفدرالية أنهما، انطلاقا من قناعتهما الراسخة بأن حرية التعبير حق مقدس لكل مواطن، واستنادا إلى انخراطهما الدائم في معركة الدفاع عن حرية الصحافة وكرامة الصحافي، فإن النقابة الوطنية للصحافة المغربية والفيدرالية المغربية لناشري الصحف تؤكدان أن من شروط الوفاء لمهمة الصحافي في تلبية حق المجتمع في إعلام مهني ومتعدد، هي أن تكون لهذا الأخير ليس حق ممارسة حرية التعبير فقط، ولكن أيضا شرعية المؤهلات المهنية والعلمية، التي تمكنه من النهوض بدوره ومن تحمل مسؤوليته الاجتماعية.
وقال لبلاغ إن التنظيمين المهنيين، اللذين شاركا في كل أوراش إصلاح القطاع كأكثر المنظمات المهنية تمثيلية، وآخرها الحوار الوطني حول الإعلام والمجتمع، الذي أطلقه البرلمان سنة 2010 أو اللجنة العلمية التي أطلقتها الحكومة سنة 2012 يهيبان بالجميع من أجل عدم التساهل في تنزيل إصلاح قطاع الصحافة وأن يتم الإنصات ليس للقانون فقط، ولكن للضمير المهني، أيضا، وللقضايا الشائكة المطروحة على الإعلاميين ومنها، على الخصوص الوضعية المادية للصحافيين المهنيين، والوفاء بكل الالتزامات الاجتماعية من طرف المقاولات، والانكباب على ملف التكوين والتكوين المستمر، ووضع أسس تخليق المهنة، والمساهمة في إعادة هيكلة المقاولات الصحافية المتأثرة بالتحول الرقمي وبالأزمة العالمية.
وعبرت كل من النقابة والفيدرالية في لقائهما مع وزير الثقافة والاتصال، يوم الجمعة 25 غشت الجاري، عن مواقفهما الثابتة من قضايا الحرية وتنظيم المهنة وتحصينها، وكذا ضرورة احترام أخلاقيات المهنة، المرتبطة اليوم بتنزيل المجلس الوطني للصحافة، ورحبتا بتقرير إطلاق مسلسل مشاورات جدي ومسؤول حول كل قضايا القطاع ابتداء من منتصف شهر شتنبر القادم، بما يكفل توفير شروط إنتاج خدمة إعلامية حرة ونزيهة ومشرفة يستحقها المغاربة.