سجل علي لطفي، رئيس الشبكة المغربية للدفاع عن الحق في الصحة = الحق في الحياة، في تصريح بمناسبة اليوم العالمي لمنع الانتحار، ارتفاع ظاهرة الانتحار بالمغرب، بسبب الضغوطات الاجتماعية، والاقتصادية، الصعبة، وأيضا، بسبب ارتفاع معدلات البطالة، وخاصة في صفوف الشباب بمن فيهم خريجو الجامعات، والفقر المدقع، والتفكك الأسري، وفشل العلاقات العاطفية، والإحساس والشعور بالتهميش والحكرة، والظلم، وعدم الاستجابة لمطالب اجتماعية صرفة، وعدم الشعور بالأمان في الأسرة والمجتمع ، والإدمان على المخدرات والكحول، وتفشي الأمراض النفسية والعقلية، والأمراض المزمنة، في غياب استراتيجية وطنية للوقاية ومنع الانتحار، وعجز وتخلف الحكومة عن إيجاد حلول اقتصادية واجتماعية وصحية لتوقيف النزيف.
وأشار لطفي، في تصريح كتابي، توصل “إحاطة” بنسخة منه، إلى أن منظمة الصحة العالمية تقر بالانتحار كأحد قضايا الصحة العمومية، التي تحظى بالأولوية والوقاية. كما يعتبر الانتحار من الأمراض التي تحظى بالأولوية في برنامج منظمة الصحة العالمية للعمل من أجل محاربة والوقاية من الأمراض النفسية والعقلية. ودعت المنظمة إلى رفع مستوى تقديم الخدمات ورعاية الاضطرابات النفسية والعصبية والمتعلقة بتعاطي مواد الإدمان.
وذكرت المنظمة العالمية للصحة، بمناسبة اليوم العالمي لمنع الانتحار الموافق 10 سبتمبر، حسب لطقي، أن حالة انتحار تحصل كل 40 ثانية حول العالم. ويتعرض الشباب الذين تتراوح أعمارهم بين 15 و34 عاماً لمخاطر الانتحار بشكل خاص. ويعد الانتحار السبب الثاني لوفاة الشباب في الفئة العمرية من 15 إلى 29 عاماً. ويعتبر التقرير أن التسمم بالمبيدات، والشنق، والأسلحة النارية من بين أكثر أساليب الانتحار شيوعاً في العالم، وأن مقابل كل شخص يلقى حتفه نتيجة الانتحار، يوجد 20 شخصاً قاموا بمحاولات للانتحار.
وتُعد معدلات الوفيات الناجمة عن الانتحار مؤشراً من مؤشرات الغاية 3-4 من أهداف التنمية المستدامة: من اجل تخفيض الوفيات المبكرة الناجمة عن الأمراض غير السارية بمقدار الثلث من خلال الوقاية والعلاج وتعزيز الصحة والسلامة العقليتين بحلول عام 2030.
وقد التزمت الدول الأعضاء في المنظمة بموجب خطة عمل منظمة الصحة العالمية للصحة النفسية 2013-2020 بالعمل من أجل تحقيق الهدف العالمي المتعلق بخفض معدل الانتحار في البلدان بنسبة 10% بحلول عام 2020
وقال لطفي “وفي هذا السياق أصبح المغرب يعرف ارتفاعا ملحوظا في ظاهرة الانتحار التي لها علاقة بالاضطرابات النفسية (خاصة الاكتئاب والاضطرابات الناجمة عن تعاطي الكحول) وكذلك أثناء الأزمات الاقتصادية والاجتماعية والأسرية نتيجة انهيار القدرة على التعامل مع ضغوط الحياة، والمشاكل المالية، والفقر والبطالة أو انهيار علاقة الزوجية والأسرية ما أو غيرها من الآلام والأمراض المزمنة …. مشيرا إلى أن الأرقام التي كشف عنها تقرير منظمة الصحة العالمية حول ارتفاع ظاهرة الانتحار في الدول العربية، ناقوس الخطر حول تنامي الظاهرة في المجتمعات العربية، حيث احتل المغرب الرتبة الثانية في التصنيف بمعدل 5.3 حالة انتحار لكل 100 ألف شخص، فيما حلت السودان المرتبة الأولى بمعدل 17.2 حالة. وفي هذا السياق وبناء على المعطيات المتداولة أصبح الانتحار يمثل مشكلة خطيرة للصحة العمومية بالمغرب، تعرف ارتفاعا ملحوظا في السنوات الأخيرة، ودعا لطفي صناع القرار في الحكومة المغربية، في هذا اليوم العالمي لسنة 2017، التفكير الإيجابي والجماعي في وضع استراتيجية وطنية تتماشى مع أهداف التنمية المستدامة ، والعمل على تنفيذ توصيات المنظمة العالمية للصحة بخصوص الوقاية من الانتحار، وجعلها ضمن الأولويات الصحية والاعتناء الشامل بالمصابين بالأمراض النفسية والعقلية في مستشفيات متخصصة للعلاج والإدماج الاجتماعي، وتقديم الدعم الكافي للأسرة المعنية، والرعاية الاجتماعية للمصابين، واتخاذ كل التدابير والإجراءات الوقائية والعلاجية، التي يمكن أن تحد من الانتحار وتمنعه.