تفاجأ عدد كبير من أولياء الأمور، باختفاء مجموعة من المقررات المدرسية، منها مقرر مادة التربية الإسلامية للمراحل الدراسية بين المستوى الثاني ابتدائي والباكلوريا، ومقررات اللغة الفرنسية الخاصة بمستويات الخامسة ابتدائي إلى الثالثة إعدادي، ومقررات أخرى.
ونقلا عن مقال أوردته يومية “الصباح” في عدد اليوم الإثنين، أن اختفاء المقررات المدرسية الخاصة باللغة الفرنسية والتربية الإسلامية أمر مرتبط بتأخر إفراج مديرية المناهج بوزارة التربية الوطنية عن المقررات المنقحة.
وأوضحت مصادر مهنية، أنه تم تسليم المقررات المختفية للناشرين خلال الفترة بين 10 غشت الماضي و20 منه، أي قبل أيام فقط من انطلاق موسم الدخول المدرسي، علما أن طباعة الكتب تستغرق فترة طويلة خصوصا وأن العملية تتم دفعة واحدة، إذ تعجز المطابع المحلية عن تلبية الطلب، ليلجأ الناشرون إلى الخارج من خلال الاستعانة بخدمات مطابع في اسبانيا وفرنسا وإيطاليا.
وأضاف المصدر، أن بعض الناشرين لجأوا إلى خدمات مطابع في الصين، منبهين إلى أن التأخر في الإفراج عن المقررات المنقحة يظل السبب الرئيسي وراء اختفاء المقرر المدرسي من المكتبات، معتبرا أن طبع كميات قليلة من بعض المقررات يربك عملية التسويق، مشددا على تلقي الكتبيين وعودا من الناشرين بعودة بعض الكتب إلى السوق، ابتداء من يوم الثلاثاء المقبل، بعد توصلهم بمعطيات حول حجم الخصاص منها، عبر الموزعين الكبار.
ونبه عبد الأحد القريشي الإدريسي، نائب أمين مال الجمعية المغربية للناشرين، إلى أن معدل استغلال المطابع الوطنية يصل إلى الذروة خلال موسم الدخول المدرسي، إلا أن هذه القدرة الإنتاجية تظل غير كافية، ما يجبر أغلب الناشرين إلى الإستعانة بخدمات مطابع اسبانيا وإيطاليا وتونس، لغاية طبع العدد المرغوب في الوقت المحدد، خصوصا وانهم يعيشون تحت الضغط خلال فترة زمنية قياسية، بسبب عدم توصلهم بالمقررات المنقحة من مديرية المناهج بشكل مبكر.
وتهدف المناهج الجديدة، تشير الجريدة، إلى ضمان تشبع المتعلم بقيم الدين الإسلامي واعتزازه بهويته الدينية والوطنية، ومحافظته على تراثه الحضاري، والتحصين ضد كل أنواع الاستلاب الفكري والانفتاح على قيم الحضارة المعاصرة في أبعادها الإنسانية، وكذا الإلمام بقيم الحداثة والديموقراطية وحقوق الإنسان المنسجمة مع خصوصيته الدينية والوطنية والحضارية.