وجه عبد الحميد شباط، الأمين العام لحزب الاستقلال، مدفعيته، قبل أيام من مغادرته قمرة قيادة الحزب، أمام المنافسة القوية لمنافسه على الأمانة العام للاستقلال، نزار البركة، نحو جميع الاتجاهات.
وقال شباط، الذي استجدي تعاطف الإسلاميين، وهو الذي كان على أهبة إفشال أول تجربة حكومية لهم بالمغرب، إن الحرب في المغرب هي حرب على الإسلام، وعلى الهوية، مضيفا، في ندوة صحفية اليوم بالرباط، أن مادام هناك أقحاح وشرفاء في حزب الاستقلال فلن يكون التنسيق إلا مع حزب الاستقلال وليفعل المخزن ما يريد.
وبدل أن يجيب حميد شباط على سؤال لصحافي، حول مغادرته الحزب برأس مرفوعة، عوض أن المغادرة مطأطأ الرأس، اختار البوليميك والاستفزاز، حين قال إن “المخزن حاضر معنا اليوم”، لإضحاك أتباعه الحاضرين للتصفيق، والصحافيين الموالين، متابعا أن “وزارة الداخلية دخلت معنا وأصبحت لها هي أيضا مواقعها”.
وبعد أن أطلق شباط العنان للسانه في اتهام المخزن، وقال في ندوته الصحافية إنه مستعد للموت، مشيرا إلى أنه أدى “الشهادة” استعدادا للموت لأن الأهم بالنسبة إليه ليس هو أن يموت شباط، بل الأهم هو ألا يموت المغرب، قبل يستدرك ويقول إنه يفرق ما بين المؤسسة الملكية والأجهزة الأمنية وبين المخزن، مضيفا أن الملك شكر حميد شباط ووصفه بمناضل القرب.
وتابع شباط أن الملك لا يفضل حزبا على آخر ولا شخصا على آخر ولكن المشكل في شخص المخابرات التي تغير كلامه (أي كلام شباط).
ولم يفوت شباط المناسبة ليسخر من ما اعتبر “التحكم” في الأحزاب السياسية، مقترحا تعديل قانون الأحزاب، من جديد، ليتضمن هذه المرة بندا جديدا يقضي بتعيين الأمناء العامين عوض انتخابهم.
ولم تسلم الأجهزة الأمنية من قصف حميد شباط، في الندوة الصحافية التي عقدها بمقر الحزب، أن هذه الأجهزة هي التي تتدخل في الأحزاب، مضيفا أن الأجهزة هي التي كانت وراء الهجوم على الحزب بفاس في انتخابات 2015.
ولم يسلم حليفه السابق والذي كان إلى أمد قريب أقرب المقربين إليه، وكاد يقول فيه شعرا، من قصف شباط، حين هاجم حزب الأصالة والمعاصرة، وكشف أنه قال للمستشار الملكي محمد معتصم في سنة 2011 إن الدستور الجديد لا معنى له إذا استمر هذا الحزب، ليبرز تناقض شباط، ويظهر نزوة الحزب القديمة في محاربة التعددية، وأنه التحكم الحقيقي.
وعلى طريقته في التهريج، والمزايدة، قال شباط إنه لن يتراجع وغادي يبقى رفقة عائلته طالع للجبل، وإنه لن يرحل إلى أن يموت، وإن المؤتمر الوطني هو سيد نفسه اللهم إلا إذا دخلوا معنا بالبادجات إلى قاعة المؤتمر.
وعلى الطريقة ذاتها الكل ممخزن، وبوليسي، قال شباط إن المخزن سيكون له مرشحه في المؤتمر القادم، وقد يكون نزار بركة أو غيره، في تعبير صريح على أنه هو التحكم بعينه، وأنه لا يقبل المنافسة، وأنه الأمين العام إلى ما لا نهاية.
وقال شباط إنه سيترشح للأمانة العامة للحزب لأنه لن يبيع الذين استشهدوا في سبيل الحزب.
ولاستعطاف العدالة والتنمية، ضرب شباط تاريخ حزبه بعرض الحائط، وقال إن ما تحقق في عهد عبد الإله بن كيران من مكاسب لم يتحقق أبدا مع أي رئيس حكومة آخر.