من بين الأخطاء القاتلة للأمين العام لحزب الاستقلال، حميد شباط، خلال تدبيره للحزب، والتي رصدها تقرير أسود أعده استقلاليون، ما بات يعرف بـ”مسيرة الحمير شتنبر 2013″.
وتحت عنوان “الكتاب الأسود”، جاء هذا التقرير الأسود، في سياق انعقاد المؤتمر السابع عشر لحزب الاستقلال، وهي مناسبة، حسب معديه، لتقييم الحصيلة الحزبية، خلال الولاية المنتهية، والوقوف على الوضعية العامة للحزب، وأدائه السياسي والتنظيمي، تفعيلا لمبدأ ربط المسؤولية بالمحاسبة.
ورصد هذا التقرير أهم الاختلالات والانحرافات التي عرفها الحزب خلال هذه الولاية، سواء على مستوى مرجعية وهوية الحزب، أو على مستوى الأداء السياسي والانتخابي، ومواقف الحزب، وعلاقته بباقي المؤسسات السياسية والدستورية، وكذا على مستوى الحصيلة التنظيمية بعد مرور أربع سنوات ونصف، لمعرفة حقيقة الوضعية التنظيمية التي آل إليها الحزب اليوم.
ومن أول الأخطاء التي رصدها التقرير الأسود “مسيرة الحمير”، التي جاءت “في سياق الاحتجاج على بعض السياسات الاجتماعية التي أقرتها الحكومة”، حيث “تزعم الأمين العام لحزب الاستقلال (حميد شباط) مسيرة أضحت تعرف إعلاميا بمسيرة الحمير، كناية على الحيوانات الحمير التي كانت تتقدم صفوف المشاركين”.
وأشار التقرير إلى أن “أسباب تنظيم هذه المسيرة الغريبة عن أساليب الاحتجاج، وصيغه المتعارف عليها، تعود إلى معارضة نظام المقايسة في أسعار المحروقات، تخللتها يافطات تحمل عبارة (واش فهمتي ولا لا)، التعبير الشهير الذي يلازم عبد الإله بن كيران، رئيس الحكومة”.
واعتبر التقرير أن “اللجوء إلى هذه الصيغة الغريبة في الاحتجاج ترتبت عنها أضرار لم تتوقف عند حدود رئيس الحكومة، بل أساءت، أيضا، إلى المشاركين فيها، الشيء الذي يفسر وقتها، مقاطعة أغلبية الوجوه البارزة داخل الحزب، التي لم تتقاعس عن المشاركة في المعارك الاجتماعية ودعم الأشكال النضالية المختلفة صونا لمبادئ حزب الاستقلال الذي ناضل على امتداد تاريخه من أجل حماية مصداقية الفعل السياسي والدفاع عن قيمه الوطنية النبيلة”.