بعد انتقادات شديدة للنخب السياسية في واشنطن ومشاهير السينما في هوليوود، حمل الرئيس الأميركي دونالد ترامب على الرياضيين الذين يتهمهم بأنهم “عار” على الولايات المتحدة من خلال معارضتهم للإدارة الأميركية الجديدة.
حمل الرئيس ترامب الجمعة على بطولة كرة القدم الاميركية، داعيا إلى “طرد” اللاعبين الذين “لا يحترمون” العلم الأميركي.
ودون أن يسميه، كان ترامب يقصد النجم السابق في نادي سان فرانسيسكو فورتي ناينترز كولن كابرنيك الذي ركع في غشت 2016 خلال عزف النشيد الأميركي احتجاجا على قتل عدد من السود من قبل رجال الشرطة البيض.
ولا يدافع كابرنيك (29 عاما) عن ألوان أي ناد منذ انتهاء عقده في مارس الماضي.
وقال ترامب في خطاب ألقاه الجمعة في الاباما (جنوب) “ألا ترغبون برؤية أحد مالكي الفريق يقول –عندما يفقد أحدهم الاحترام لعلمنا، يقول: اخرج لي ابن العاهرة من الملعب. لقد طرد. نعم لقد طرد”.
وردت تيريزا، والدة كابرنيك بالتبني، في تغريدة على تويتر “بإمكانك أن تتصور أن ذلك يجعلني عاهرة فخورة…”.
وأسف مدير البطولة روجر غوديل في بيان ل”التعليقات ذات الطابع الانقسامي” للرئيس الأميركي التي “تبرهن على عدم احترام للبطولة”.
لكن هذا الأمر لم يمنع الرئيس ترامب من متابعة الجدل على تويتر، وقال “إذا كان لاعب يريد أن يتمتع بميزة الحصول على ملايين الدولارات في كرة القدم الأميركية أو أي بطولة أخرى، فعليه قبل كل شيء ألا يفقد احترامه لعلمنا الكبير وأن يبقى واقفا خلال عزف النشيد الوطني. وألا ستطردون جميعا، وعليكم إيجاد شيء آخر للقيام به”.
ورد ترامب على روجر غوديل “قل لهم أن يقفوا”، واتهمه “بمحاولة تبرير عدم الاحترام الكامل لبعض اللاعبين تجاه بلدهم”.
وأثارت هذه العبارات انتقادات شديدة من قبل بعض لاعبي هذه الرياضة، وقال بيشوب سانكي نجم فريق مينيسوتا فايكنغز على تويتر “انه لعار كبير عندما يصف رئيس الولايات المتحدة مواطنيه ب+أولاد العاهرة+”.
وتحدى العديد من اللاعبين في كرة القدم الأميركية ترامب بعد أن ركعوا على أرض الملعب قبل مبارياتهم الأحد.
ونقلت شبكات التلفزة الأميركية مشاهد لكثير من اللاعبين راكعين على أرض الملعب ردا على دعوة ترامب بطرد الرياضيين الذين لا يحترمون العلم.
وكان ترامب استقبل في البيت الابيض في ابريل فريق نيو اينغلاند باتريوتس الفائز بالسوبر بول (نهائي بطولة كرة القدم الاميركية)، لكن من دون نجمه طوم برادي “لاسباب عائيلة” وبعض اللاعبين الاخرين الذين لمحوا إلى خلافات في السياسة مع الرئيس.
وانتشرت العدوى إلى إحدى الرياضات المهمة جدا في الولايات المتحدة فركع، خلال عزف النشيد الاميركي، نجم فريق اوكلاند اتلتيكس وأفضل لاعب في رياضة البيسبول، بروس ماكسويل.
وسحب ترامب السبت دعوته لفريق غولدن ستايت ووريرز، حامل لقب الدوري الأميركي لمحترفي كرة السلة، لزيارة البيت الابيض، بعد إعراب عدد من لاعبي الفريق عن ترددهم بحضور حفل الاستقبال.
وكتب ترامب “الذهاب إلى البيت الأبيض يعد شرفا عظيما للفريق الفائز بالبطولة. ستيفن كوري متردد، وبالتالي سحبت الدعوة!”.
وكان كوري قال لشبكة “اي اس بي ان” الجمعة إن فريق غولدن ستايت ووريرز يمكن أن يدلي بـ”بيان” حول رفض الحضور إلى البيت الأبيض، في زيارة تقليدية تعود إلى عقود من الزمن.
مقاطعة البيت الأبيض
وحدد ترامب في حسابه على موقع تويتر نجم ووريرز ستيفن كوري الذي قال الجمعة انه سيصوت ضد زيارة البيت الابيض في حال أي مناقشة ضمن الفريق.
وقال كوري “بالطبع لا نريد التسرع في اتخاذ قرار حول فهم حجم معنى هذا الأمر. لدينا فرصة لإرسال بيان نأمل في أن يشجع على الوحدة ويساعدنا على فهم ماذا يعني أن نكون أميركيين”.
وفي وقت لاحق، قال كوري في يوم ووريرز الإعلامي “لا أريد الذهاب”، علما بأن البيت الأبيض لم يحدد بعد موعدا للزيارة.
ولم يكن كوري وحيدا في موقفه، وتلقى دعما لا لبس فيه من “الملك” ليبرون جيمس، الذي حل وصيفا مع فريقه كليفلاند كافالييرز.
وقال جيمس ردا على تغريدة ترامب “الذهاب إلى البيت الابيض كان شرفا قبل أن تصبح أنت فيه”.
بدورها، غردت نقابة اللاعبين عبر تويتر “ستيفن: اعتبر هذا الإلغاء (للزيارة) وساما شرفيا”.
وانضم درايموند غرين، زميل كوري في فريق ووريرز، إلى قائمة المنتقدين للرئيس الأميركي، وغرد بدوره قائلا “لا زلت اسأل نفسي كيف يحكم هذا الصبي البلاد”.
وكان لاعبو ووريرز الأكثر صراحة ضد إدارة ترامب منذ تتويجهم باللقب الثاني في ثلاثة مواسم، في يونيو الماضي.
وقال نجم الفريق الاخر، كيفن دورانت، الشهر الماضي إنه سيقاطع بحال دعي الفريق إلى البيت الابيض، متهما ترامب بتصعيد التوترات العرقية في الولايات المتحدة.
وقال لشبكة “اي اس بي ان”: “لا أحترم الشخص الذي يشغل هذا المنصب الآن… لا أتفق مع ما يوافقه، لذا سيكون صوتي مسموعا بعدم القيام بذلك”.
واعتبر دورانت أن اللاعبين لم يهضموا كلام الرئيس ترامب الذي ساوى بين العنصريين البيض المتشددين والمناهضين للفاشية في أعمال العنف التي شهدتها تشارلوتسفيل (شرق) حيث دهس أحد مؤيدي النازية الجديدة بسيارته سيدة مشاركة في مسيرة مناهضة.
وتعرض ترامب لانتقادات على نطاق واسع حين ساوى بين الطرفين في المسؤولية عن العنف، وانحدرت شعبيته بعد ذلك بحسب الاستطلاعات إلى أدنى مستوى خلال الأشهر السبعة له في البيت الأبيض.