يعيد الكاتب والمخرج محمد الحر ممثلين قدموا من أب الفنون، وهاجروا نحو الشاشة الكبيرة، إلى ركح المسرح، وهم السعدية لديب ومريم الزعيمي وعادل أباتراب، في عمل مسرحي جديد يحمل اسم “مولات الحيط”.
وتروي المسرحية، في نفس يجمع بين الحكي المسرحي والتقطيع السينمائي، حكاية شاعرات تسعين إلى التحرر من هوية زائفة وللبحث عن حرية خارج الإطارات المضروبة عليهما. وتسلط المسرحية الضوء على القوى التي تحكمنا وتفرض سلطتها وفشلها. على المرأة . وهي بذلك تشكل صدى قويا لأسئلتنا الحاضرة: ما دور المرأة ومكانتها في المجتمع؟ هل فعلا نختار من نكون بحرية؟ ما هي الهوية؟ وكيف يمكن لفرد ان يحييى عادلا داخل مجتمع غير عادل؟
مجتمع تتزحزح فيه القيم ومتسخ؟ مجتمع يفرض القوي فيه كل سلطته على الضعيف ويقرر ماله وما عليه، مجتمع ذكوري متسلط يغيب فيه الشعر وتكرس فيه الرداءة. مجتمع مبني على مبادئ وقيم مزيفة حول اتجاهها و أفرغت من روحانيتها .
يقول مخرج المسرحية محمد الحر “تستند رؤيتنا الإخراجية على توظيف مكونات مشهدية متجانسة، الحكي و الصورة كمتن حكائي، جسد الممثل كمادة تعبيرية، السينوغرافيا كإطار مجالي ودلالي، الإضاءة وقدراتها التشكيلية، الموسيقى والغناء كدراماتورجيا و ليس كمؤثت. هي كلها لغة تخترق البياضات التي يتيحها النص الأدبي إلي درجة أنها توازيه وتمنحه حضورها المكتمل داخل الفرجة المسرحية”/ ويضيف الحر “هدفنا الأسمى هو المراهنة على المتعة في ثلاث جوانب مترابطة: متعة الحواس، متعة الروح ومتعة العقل. هدفنا الأسمى هو البحث عن تلك البساطة العميقة والممتلئة بالفرجة والتقنيةالمعنى. وذلك من خلال القيمة الإنسانية لحضور الممثل أولا، ثم من خلال توليفة لجميع شروط المشهد المسرحي المعاصر ثانيا. كل متناغم يعطينا في النهاية عرضا مسرحيا سيطا و قويا في الوقت ذاته .