كشف الأمراني، اختصاصي نفسي ومعالج أسري نسقي، أن الحياة الجنسية تختلف من شخص لآخر وفقا لمعطيات متعددة. وأن لها أهمية بالغة وتؤثر في مناح كثيرة من حياتنا. ومن الطبيعي أن يطرأ بعض التغيير على الحياة الجنسية للمرأة ذات السن المتقدمة، مقارنة مع المراحل السابقة، نظرا إلى الاختلافات سواء الجسدية أو النفسية التي تصاحب مراحل التقدم في السن، لكن يمكن الجزم أن هذه الحياة الجنسية يمكنها أن تستمر بشكل شبه طبيعي، خصوصا إذا كانت الصحة العامة جيدة والحالة النفسية متوازنة.
وأشار الأمراني، في حوار مع يومية الصباح، أن دراسة شاملة لتأثير العلاقة الجنسية على قلوب من تقدم بهم السن أظهرت أن النساء اللواتي جاوزت أعمارهن السابعة والخمسين ستقل نسبة تعرضهن لارتفاع ضغط الدم، المسبب الأهم للنوبات القلبية، إذا ما تكررت علاقتهن الجنسية مع أزواجهن أسبوعيا.
وفي المقال أكد الأمراني أن الحاجة للعاطفة تكون أكثر بشكل عام، لكن لا بد من الإشارة إلى أن المرأة لدى بلوغها ما يطلق عليه سن اليأس يزداد مستوى الرغبة والمتعة لديها، ويبقى تطور حياتها الجنسية مرتبطا ارتباطا وثيقا بحالة الزوج من حيث الصحة العامة من جهة، والصحة الجنسية من جهة أخرى، في ما يخص الرغبة والقدرة على الانتصاب، دون نسيان أن مستوى العلاقة بين الزوجين ومدى التفاهم والود الذي يكنه كل طرف للآخر له تأثير بالغ على حياتهما الجنسية.
وأضاف أن المرأة لا بد أن تعي ضرورة قيامها بمجهود إضافي لاستمالة زوجها وعدم الاستسلام لبعض الأعراض التي تظهر من الطرفين في سن متقدمة لأنها طبيعية ومن الممكن التعايش معها، إلى جانب فهم أن العلاقة الجنسية الناجحة لا تعني بالضرورة الإيلاج والوصول إلى ذروة الشهوة. وعلى غرار المرأة بصفة عامة، فالمرأة المسنة لا يمكنها قبول أنها غير مرغوبة من قبل زوجها، خصوصا إذا عاشت معه مدة طويلة وضحت من أجله، لذلك على الرجل تفهم هذا الأمر وأخذه بعين الاعتبار علما أن الانسجام المفترض الحاصل بينهما كفيل بجعل الوصول لتوافق سلس في الحياة الجنسية أمرا سهل المنال.
ولم يفت الأمراني التذكير بأن النساء في مجتمعنا ينشأن بشكل أو بآخر على أن الجنس أمر سيئ. فإذا أضفنا إلى ذلك النقص الكبير في المعلومات الجنسية العلمية السليمة والتجارب الجنسية السلبية مع الزوج، من الممكن أن نفهم هذه النظرة الدونية والسطحية للمرأة المسنة وحياتها الزوجية الحميمية ليس من قبل المجتمع فحسب، لكن من قبل النساء المعنيات أنفسهن. زد على ذلك أن المجتمع ينظر إلى المرأة المسنة قبل كل شيء من منطلق أنها أم وجدة أكثر بكثير من أنها زوجة، وهو ما ينعكس عليها وعلى تصرفاتها، فتميل إلى إهمال الاهتمام بنفسها وبزوجها وبعلاقتهما الجنسية لتصل في بعض الأحيان إلى الانقطاع الكلي عن هذه العلاقة دون سبب معقول، وحتى في ظل وجود الرغبة و القدرة الجنسية.
ويبقى المفتاح، حسب الأمراني، هو العلم والمعرفة بخصوصيات المرحلة والتأقلم مع متغيراتها، إلى جانب العلاقة الوطيدة بين الزوجين ورغبة كل طرف للقيام بمجهود إضافي لإسعاد الطرف الآخر.