يسعى عملاق التواصل الاجتماعي “فيسبوك” إلى تحسين صورته على خلفية الانتشار الواسع للأخبار الكاذبة والمضللة. وتعهدت الشركة بمعالجة المشكلة وتحويلها إلى “قوة للخير”.
أقرت شركة “فيسبوك” الاثنين (22 يناير 2018) بالتهديد الذي قد يشكله التوسع الهائل لشبكات التواصل الاجتماعي للديمقراطية، متعهدة بمعالجة هذه المشكلة مباشرة وتحويل منصتها إلى “قوة للخير”.
تأتي تصريحات عملاق التواصل الاجتماعي في آخر رد له على انتقادات كثيفة لعجزها عن وقف انتشار المعلومات الخاطئة بين مستخدميها، الذين يبلغ عددهم ملياري حساب، لاسيما في الفترة المؤدية إلى انتخابات 2016 الرئاسية في الولايات المتحدة.
وأكد صامد شكرابارتي، وهو أحد مسؤولي “فيسبوك”، في تدوينة إدراكه “للضرر الذي قد يلحقه الإنترنت حتى بديمقراطية سليمة”. وتابع: “في 2016 كنا بطيئين جداً على فيسبوك في رصد كيف استغلت جهات مسيئة منصتنا”، مؤكداً: “نعمل حالياً بجدية على إبطال مفعول هذه المخاطر”. وأضاف: “كان فظيعاً لنا أن تستخدم دولة منصتنا لشن حرب على الإنترنت للتسبب بانقسام في المجتمع… كان هذا نوعاً جديداً من التهديد تعذر علينا توقعه بسهولة. لكن كان علينا تحسين أدائنا. الآن نسعى إلى تعويض الوقت الضائع”.
وتحدث شكرابارتي عن قرار إتاحة المجال أمام مستخدمي “فيسبوك” لتصنيف مصادر الأخبار بحسب “ثقتهم” بها، مؤكداً: “لا نريد لعب دور الحَكم على الحقيقة، ولا نخال أن العالم يريدنا أن نلعب دوراً كهذا”.
تأتي هذه التدوينة في سلسلة ضمن عنوان “أسئلة صعبة” تندرج في إطار حملة إعلانية بارزة لإعادة رسم صورة “فيسبوك”، تخللها في الأسبوع الفائت الإعلان عن فتح فرصة أمام المستخدمين لـ”تصنيف” مصادر المعلومات بحسب ثقتهم بها، في مسعى لاعتراض تدفق الأخبار الكاذبة.
ولفت شكرابارتي إلى التعهد الصادر عن “فيسبوك” في العام الفائت بالعمل على تحديد هويات داعمي الإعلانات السياسية، مشدداً على الحاجة إلى التقدم بحذر خصوصاً في حالات تتعلق بناشطين حقوقيين قد يصبحون مهددين عند كشف هوياتهم علناً في شبكات التواصل، حسب ما ذكر.
من جهتها، قالت مسؤولة السياسات الدولية والإعلام الحكومي، كيتي هارباث، في بيان: “نحن مصممون أكثر من أي وقت على مكافحة الآثار السلبية وحريصون على أن تكون منصتنا مورداً لا شك فيه لخير الديمقراطية”.
تجدر الإشارة إلى أن شركات “فيسبوك” و”غوغل” و”تويتر” تعرضت لتشديد دقيق حول العالم بعدما سهلوا انتشار الأخبار الكاذبة، وبعضها بإيعاز أو توجيه روسي، قبل الانتخابات الأمريكية واستفتاء بريكسيت (انفصال بريطانيا عن الاتحاد الأوروبي) وغيرهما من الأحداث السياسية. وخلصت “فيسبوك” إلى أن جهات روسية تقف وراء 80 ألف خبر منشور وصلت إلى حوالى 126 مليون شخص في الولايات المتحدة على مدى عامين تقريباً.