لماذا تمارس لاماب التعتيم على الشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة؟

لاحظ المتبعون للقمة الإفريقية الرقمية، التي اختتمت يوم الجمعة الماضي بالدار البيضاء، من أهل الصحافة والإعلام ومن المهتمين بالمجال غياب أي إشارة لفوز الشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة بالجائزة الذهبية لأفضل ابتكار رقمي لسنة 2018، في الوكالة المغرب العربي للأنباء. في حين قامت الوكالة الرسمية التي يطلق عليها خفيفو الظل “ضيعة خليل” في إشارة إلى مديرها خليل الهاشمي الادريسي، بنشر مجموعة من القصاصات تخص الحدث الافريقي البارز مع ممارسة التمييز طبعا وتجنب الإشارة إلى SNRT بأي شكل من الأشكال.

ومن أجل الإجابة عن هذا السؤال المشروع، وفهم سبب هذا التمييز الغريب الذي تمارسه “مؤسسة للدولة” على “مؤسسة للدولة” يمكن الاستعانة بمعطيين اثنين :

الأول، أن “ضيعة خليل” أصبحت تمارس التبزنيس مع مؤسسات الدولة الأخرى وتبيع لها التغطيات الصحافية من قصاصات وفيديوهات في حين أنها أنشئت من أجل هذا وتأخذ ميزانيتها على هذا الأساس.

وخير مثال على ذلك الفضيحة التي انفجرت بيت الهاشمي وعبد الحكيم بنشماش، رئيس مجلس المستشارين، الذي منح “ضيعة خليل” صفقة بمليون درهم من جيوب دافعي الضرائب، من أجل تلميع صورته وتغطية أنشطته أينما حل وارتحل. ويكفي هنا إحصاء عدد القصاصات والفيديوها التي يظهر فيها بنشماش على لاماب لمعرفة طبيعة العمل الذي يقوم به خليل الهاشمي الادريسي.

في المقابل فإن ضيعة خليل تمارس التعتيم على المؤسسات الأخرى التي لا تستجيب له أو لا تدخل في “البيزنس بلان” الذي سطره.

ثانيا، لخليل الهاشمي الادريسي حقد دفين اتجاه فيصل العرايشي، الرئيس المدير العام للشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة، فالرجل كان دائما يحلم بأن يصبح مديرا للتفزيون إلى أن “داهمه قطار الحياة” وتجاوز سن التقاعد دون أن يحقق حلمه الأبدي (أنظر التفاصيل في مقال نشر في 2016 تحت عنوان : حلم الهاشمي بالتلفزيون ينكسر على صخرة وعود الخلفي).

وفي الوقت الذي كان من المفترض أن تجمع بين الطرفين علاقة طيبة بحكم انتمائهما ل”الإعلام العمومي،” فقد سمم مدير لاماب تلك العلاقة بدسائسه وتمييزه السلبي، ليستحقا لقب “الإخوة الأعداء”. فصاحب الضيعة لا يكتفي بالتعتيم على أخبار الشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة بل يطلق “نيرانا صديقة” على أداء الإعلام العمومي السمعي البصري في خرجات صحافية على صفحات جريدة ليكونوميست ومجلة تيل كيل ليظهر القيمين على التلفزيون “كمجموعة من الفشلة”.

جدير بالذكر أن الشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة حصدت الجائزة الذهبية لأفضل ابتكار رقمي لسنة 2018، بفضل تطبيق SNRTLIVE خلال  فعاليات القمة الإفريقية الرقمية في دورتها الرابعة والتي اختتمت اليوم الجمعة بالبيضاء.

وتعتبر هذه التظاهرة التي يُنظمها تجمع المعلنين المغاربة الأكبر في إفريقيا، حيث عرفت مشاركة  أزيد من 1650 من المهنيين والفاعلين في المجال الرقمي من داخل وخارج القارة الإفريقية، يُمثلون 30 بلدا عرضوا آخر المستجدات والتطورات التي يشهدها العالم الرقمي.
وأثبتت الشركة والوطنية من خلال حصدها لهذه الجائزة ريادتها في المجال السمعي البصري والرقمي بفضل تطبيق SNRTLIVE وخاصية “timeshifting” التي تسمح بالعودة لمتابعة أزيد من 6 ساعات من البث التلفزي والذي استطاع تحقيق 20 مليون زيارة ومليون تحميل.

Total
0
Shares
المنشورات ذات الصلة