مازالت مخلفات ما عاشه حزب العدالة والتنمية، قبل انعقاد المؤتمر الوطني الثامن، من تصدع، مستمرة، حيث تدوولت أخبار عن استقالة الرجل الثاني في قيادة الحزب، سليمان العمراني، من الأمانة العامة والبيجيدي عموما.
رواج هذا الخبر، وبشكل واسع، جعل سليمان العمراني، نائب الأمين العام لحزب العدالة والتنمية، يخرج عن صمته، وينفي تقديم استقالته من الأمانة العامة للحزب، ومن الحزب.
وقال العمراني في تدوينة على حسابه الخاص بموقع التواصل الاجتماعي الفايسبوك، “راجت هذا الصباح أخبار عن تقديم استقالتي من الأمانة العامة لحزب العدالة والتنمية وأخرى عن استقالتي حتى من الحزب، نتيجة ما فسرته بضغوطات”.
ونفى العمراني، حسب المصدر ذاته، خبر الاستقالة، وقال إن “هذا الخبر غير صحيح مطلقا”، مضيفا أنه “ما يزال يمارس مسؤولياته بصفته عضوا في الأمانة العامة للحزب، ونائبا أولا للأخ الأمين العام، سعد الدين العثماني، ورئيسا لقسم العلاقات الدولية، فضلا عن مسؤوليات أخرى”.
وأشار العمراني، إلى أن الانتماء إلى العدالة والتنمية “مصدر افتخار واعتزاز لن تنال منه الحوادث”.
ولم تسلم تدوينة العمراني من إبراز ردود فعل متناقضة تطسف الصراع الذي يشهده الحزب، والذي تحول إلى الفروع والجهات، في اصطفافات بين أتباع وكتائب عبد الإله بن كيران، وأنصار سعد الدين العثماني، وأيضا، بين مجموعة حامي الدين، وأمينة ماء العينين، ضد عزيز الرباح، ومصطفى الرميد، حيث كتب أحد أعضاء الحزب أن “أعداء الداخل، وهم كثر أخطر من أعداء الخارج…”، متسائلا، في تعليق على تدوينة العمراني، عن “من أوصل الحزب إلى ما هو عليه الآن ؟”، قبل أن يرد، أيضا، وبتساؤل “أليس التركيبة الرباعية”. مضيفا “بدل انتقاد أعداء الخارج، يجب تطهير الحزب من الداخل، لأنه لولا أعداء الداخل لما استطاع التحكم تقزيم الحزب، وجعله يحصد مئات الأصوات في الانتخابات الجزئية بعد أن كان يحصد الألاف من الأصوات..”.
وفي رد فعل آخر، كتب عضو آخر، في تعليق على التدوينة، “إذا التزمت الحياد وعدم إثارة النعرات داخل الحزب وعدم تشجيعك للكولسة، وإذا التزمت بالموضوعية، فربما سيكون انتماؤك فخر”، قبل أن يتابع مستدركا، “أما ما عرفته عنك عن قرب فهو عكس ذلك”، متهمه بإضعاف الحزب في الصحراء، وكتب “فقد كنت سببا في إضعاف حزبكم بالصحراء وسببا مباشرا في مشاكله التي يعيشها حاليا”، مشيرا إلى أن “الوثائق الداخلية لازالت شاهدة عليه”.