أدت حدة التنافس في سوق السجائر بالمغرب إلى كشف ممارسات بعض المتدخلين من أجل التملص الضريبي. وأكدت مصادر مهنية لـ”إحاطة” أن بعض شركات التبغ تستورد تبغا مصنعا وتصرح به على أنه يحتوي على التبغ الأسود، في حين أنه في الواقع يصنف في خانة التبغ الأشقر(Tabac jaune)، ما يمكنهم من التحايل على المصالح الجمركية لأداء واجبات استيراد أقل من التي كانوا سيؤدونها ويؤديها المستوردون الذين لا يلجؤون إلى هذا النوع من الممارسات، علما أن التبغ الأشقر يخضع لواجبات جمركية أعلى.
وسبق أن احتجت فاعلون في السوق على ممارسات شركة “فيليب موريس”، التي تسوق سجائرها “نيكست” بسعر 15 درهما، على أساس أنها سجائر مصنعة من التبغ الأسود، ويؤكد منافسوها أنها مصنعة بنسبة 80 في المائة من التبغ الأشقر.
وأكدت المصادر ذاتها أن المتضررين من ممارسات “فيليب موريس”، لجؤوا إلى مختبرات مختصة من أجل إثبات ادعاءاتهم، وقدموا نتائجها إلى وزير الشؤون العامة والحكامة، الذي اعتبر أن الأمر يرجع إلى إدارة الجمارك التي يتعين عليها أن تتخذ الإجراءات التي تفرضها هذه الحالة، إذا تبث بالفعل أن هناك تلاعب في التصريحات.
ويقدر المهنيون الخسائر التي تتكبدها خزينة الدولة جراء هذه الممارسات في حوالي 450 مليون درهم سنويا. وسجلت واردات المغرب من التبغ، حسب معطيات مكتب الصرف ارتفاعا، لتصل، عند نهاية يونيو الماضي، إلى 5889 طنا، مقابل 5213 طنا في الفترة ذاتها من السنة الماضية.