تقود شركة نسلي المغرب منذ مدة قصيرة، حملة إشهارية أقل ما يمكن أن يقال عنها إنها حملة جهل وتجهيل، واحتقار وتحقير، ليس للمرأة المغربية فحسب، بل لعموم المغاربة، نظرا لما تحمله من كليشيهات وأفكار متخلفة من العار أن تمررها شركة متعددة الجنسيات في 2018 .
الحملة الاشهارية التي تقودها نسلي على فايسبوك تقوم على محاكاة برامج تلفزيون الواقع من خلال تنظيم مسابقة في فن الطبخ بين مجموعة من المتباريات تتميزن بقسط قليل من الجمال، وقدر وافر من البلاهة، أمام الحاجة التي تبحث لابنها سيدي أنس عن عروس.
الفكرة هنا ان كانت تستحق حقا تسمية فكرة، كلها احتقار وانقاص من قيمة ومستوى المرأة : أولا، مجموع المتسابقات “بهلات” ورؤوسهن فارغة، ثانيا، يتم اقتيادهن كالقطيع نحو الامتحان، ثالثا، أن الهدف وطموح المرأة هو أساسا الزواج والحصول على رجل، رابعا، أن ميزة المرأة هي الحداكة وقَدَرها هو الكوزينة… أما الحاجة فهي عجوز “مقطرة”، وابنها سيدي أنس وسيم كل النساء جواري تحت قدميه الكريمتين.
الخلطة كلها مقيتة ومستفزة ومهينة، تدخل في إطار Bad buzz “البادبوز” أو الانتشار السيء الذي سيضر حتما العلامة وصورتها، كما يكرس الصورة نمطية عن المرأة المغربية “الملهوطة” على العريس.
الغريب في الأمر هو الجهل الواسع الانتشار.. سلاح الدمار الشامل، حيث لا عشرات الموظفين في الشركة المتعددة الجنسيات، بجلال قدرها، ولا أصحاب الياقات البيضاء بالوكالة المبتكرة للحملة الاشهارية تمكنوا من فك شفرة التحقير الموجودة في هذه الخلطة المقيتة.
إذن، هكذا تتم العديد من الأمور في نطاق العبث، شركة عملاقة تقوم بخطوة حمقاء تشبه الانتحار، ووكالة إعلانية تطرح فكرة تنم عن جهل مركب بما يجري في البلاد .. وعندما يلتقي الحمق بالجهل تكون النتيجة هي حملة “باغي نتزوج”.