صورة المغرب في الكتابات الانجلوساكسونية

صدر مؤخرا مؤلف جديد يبحث في الذاكرة التاريخية المشتركة المغربية- الأنجلوساكسونية، وهو خلاصة ندوة فكرية حول “المغرب في الكتابات الأنجلوساكسونية: بين العلاقات التاريخية والغيرية الثقافية”.

ويركز المؤلف، الصادر عن المندوبية السامية لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير باللغتين العربية والإنجليزية، على جوانب من هذه العلاقة هي عبارة عن مداخلات لباحثين وخبراء تم تقديمها خلال هذه الندوة التي نظمت في أكتوبر الماضي بتعاون بين المندوبية السامية وجامعة الأخوين.

وتوزعت المواضيع، التي تضمنها المؤلف الجديد الواقع في 312 صفحة، حول “قضايا في العلاقات المغربية البريطانية خلال القرن التاسع عشر” من خلال ظاهرتي التجنيس والحماية لسمير بوزويتة، و”قضايا في التمثيل الديبلوماسي الأمريكي بالمغرب لمحمد بنهاشم، ومحطات في تاريخ العلاقات المغربية الإنجليزية خلال القرن التاسع عشر ومطلع القرن العشرين لمحمد العريبي، والعلاقات المغربية البريطانية من خلال قراءة في كتاب “المغرب وبريطانيا العظمى في القرن التاسع عشر لخالد بن الصغير.

ويتضمن الكتاب أيضا محاور تهم العلاقات المغربية الأمريكية من خلال قراءة لمحمد زين العابدين الحسيني في كتاب “العلاقات المغربية الأمريكية دراسة التمثيل الديبلوماسي الأمريكي بالمغرب (1786 – 1912) لمحمد بن هاشم، وسواحل المغرب الجنوبية من خلال الكتابات الأنجلوساكسونية “بريطانيا نموذجا” لنور الدين بلحداد، والكتابات الأمريكية حول تاريخ المغرب (جون واتربوري ووليام هويسنطن نموذجين) لرشيد بنعمر.

وجاء في مقدمة الكتاب، التي وقعها السيد مصطفى الكثيري، المندوب السامي لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير، أن الاشتغال على الذاكرة التاريخية المشتركة والمتقاسمة بين المغرب وغيره من بلدان المعمور، ممن جمعتهم به ظروف التلاقي التاريخي أو حتمية التقارب الجغرافي، يعد من بين أهم وأغنى حقول البحث التاريخي التي لاتزال بكرا في كثير من جوانبها ومجالات شتى من حقولها غير مطروقة ولا موثقة.

وأكد السيد الكثيري، في مقدمة الكتاب الذي تضمن كلمة لنائب رئيس جامعة الأخوين وللجنة المنظمة، أن “هذا الموضوع الذي يشكل بطبيعة الحال نقطة التقاء وتقاطع لمجموعة من العلوم الاجتماعية، وكما هو ثابت ومتعارف عليه أكاديميا ، يقتضي من الباحث والدارس وهو يؤسس لهذه الذاكرة المشتركة ويحدد معالمها، استحضار المدى الزمني في كل أبعاده الماضية والحاضرة والمستقبلية، لأن الذاكرة التاريخية المشتركة كما نتصورها، ليست بذلك المعطى الجاهز أو القالب المعد مسبقا”.

وقال إن الذاكرة التاريخية المشتركة تعد “ورشا قابلا للبناء وإعادة البناء حسب ما تجود به الأرشيفات من مستندات وما تكشف عنه الربائد من حقائق تاريخية وما يتوصل إليه الباحث من خلاصات واستنتاجات علمية وموضوعية جديدة ومتجددة. فالبحث إذن في مضمار الذاكرة التاريخية المشتركة أمر متجدد بتجدد الوثائق المتوفرة وبتغير زوايا التناول والرؤيا التي يفترض الباحث والدارس نجاعتها وراهنيتها”.

ورصدت المقدمة الأهداف من وراء إصدار هذا الكتاب والتي تتمثل في رصد وضبط مجموعة من المقاصد التاريخية والمعرفية والثقافية والاستراتيجية وذلك من خلال تعزيز وتعميق المعرفة التاريخية بالآخر “الأنكلوساكسوني” ورصد ملامح الصور والتمثلات التي كونتها هذه المجتمعات عن المجتمع المغربي، وتوجيه البحث التاريخي لتجاوز التناول الكلاسيكي المرتبط بالقوى والدول المستعمرة سابقا (فرنسا وبريطانيا).

Total
0
Shares
المنشورات ذات الصلة