أكد رئيس مؤسسة مهرجان فاس للموسيقى العالمية العريقة السيد عبد الرفيع زويتن، اليوم الاثنين بالدار البيضاء، أن هذا المهرجان سيربط ، في نسخته الجديدة ، التراث الحرفي الأصيل والمتميز، الذي ما تزال الروحانية فيه حجر الزاوية، بالإبداع المعاصر بآفاقه الواعدة.
وأضاف زويتن، في ندوة صحفية عقدت اليوم لتقديم برنامج الدورة 24 من المهرجان الذي سينظم تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس ما بين 22 و30 يونيو المقبل، أن هذه الدورة ستعرف مشاركة موسيقيين ومنشدين قادمين من إفريقيا وأوروبا وآسيا وأمريكا، ضمن برنامج يتسم بالثراء بشكل خاص ومختلف، مشيرا إلى أن هذا المهرجان يشكل جسرا للانخراط في حوار ثقافي وروحي مشوق ومثير بين مختلف المشاركين.
وأضاف أن “الأجيال تعبر أمامك على مر القرون ، لكن المدينة حافظت على استمرارية روحها، وذلك بفضل تشعبات التقاليد الثقافية المختلفة التي تشكل بوتقة تاريخ المغرب، ولكن أيضا بكل ما له صلة بالصناعة الحرفية التي توجد وراء النسيج الاجتماعي الذي يؤلفه”.
وأشار السيد زويتن إلى أن دورة هذه السنة، التي تنظم تحت شعار ” معارف الأسلاف وتجديد مدينة فاس”، اختارت إسبانيا لتكون ضيفة شرف المهرجان.
ومن جانبه اعتبر المدير الفني للمهرجان السيد آلان ويبر أن هذا الحدث الثقافي أصبح موعدا سنويا للاحتفاء بالمقدس والقيم الإنسانية المشتركة، مبرزا أنه فرصة للجمع بين مختلف التقاليد الموسيقية عبر العالم، ومؤكدا أن المغرب نجح في الحفاظ على تراث عريق وغني، وفي ضمان استمراريته من جيل إلى جيل.
وقال إن هذه الدورة تسعى إلى التعريف بالموروث الموسيقي والفني التقليدي وتثمينهما، وكذا إبراز ثراء وتنوع مكونات هذا الموروث الأصيل.
وتراهن هذه الدورة، بحسب المنظمين، على تقريب الجمهور من العلاقة القائمة بين الموسيقى، باعتبارها مكونا من المكونات الأساسية لثقافة التعايش والحوار، وبين التراث المادي كخزان حقيقي للتجارب والمهارات التي انتقلت عبر الأجيال، وتوارثتها الحضارات والثقافات المتوالية.
وعلى مدى تسعة أيام من المهرجان، ستتوالى الإيقاعات التي تحمل تقاليد روحية عظيمة من إفريقيا والشرق الأوسط وآسيا وأمريكا وغرب وشرق أوروبا.
ويشكل مهرجان فاس للموسيقى الروحية العالمية ومنتداه ، والذي يحظى بمتابعة إعلامية واسعة، جزء من التقاليد العلمية والفنية والروحية للمدينة، واستطاع، منذ ظهوره ، أن يحقق نجاحات متوالية، حيث تم ترشيح المهرجان فى عام 2001 من قبل الأمم المتحدة، كأحد المعالم التي تساهم في حوار الحضارات.
كما تمكن من استقطاب فنانين ذوي شهرة عالمية من جميع الآفاق، ليتقاسموا انشغال البحث عن الروحانيات، ومن بينهم جون بايز، وباتي سميث، وبيورك، وبن هاربر، وباكو دي لوسيا، ورافي شانكار، وصباح فخري، وكاظم الساهر، ومنير بشير، وأسماء لمنور، ووديع الصافي، وجوليا بطرس، والشيخ ياسين التهامي، ووليام كريستي، وباربرا هندريكس، وجيسي نورمان، وجوردي سافال ومونتسيرات فيجويراس، وتيريزا بيرغانزا، وجان كلود كاساديسوس، وأرتشي شيب، وراندي ويستون.