وجهت إيمان غانمي، المنتمية إلى حزب التقدم والاشتراكية، ومنسقة لجنة التواصل بالتنسيقية الوطنية “مبادرة تقويم “، انتقادات لاذعة إلى الأمين العام لحزب التقدم والاشتراكية محمد نبيل بنعبد الله، خلال حلوله أخيرا، ضيفا على برنامج” ساعة للإقناع” على قناة ” ميدي 1 تيفي”، متهمة إياه بفرض هيمنته على الحزب عبر تحكمه في طريقة اختيار أعضاء اللجنة المركزية الذين شاركوا في عملية التصويت على الأمين العام الجديد للحزب خلال محطة المؤتمر الوطني العاشر.
وقالت غانمي، في تدوينة نشرتها على صفحتها التواصلية بـ” فيسبوك”، إن نبيل بنعبد الله نجح في الفوز بالولاية الثالثة على رأس الحزب بعدما قام “بإقصاء وتهميش أطر وكفاءات ومناضلات ومناضلي الحزب واستبدالهم بوافدين جدد وفي طليعتهم كتيبة منظمة الطفولة، وبعض فلول شيوخ شبيبة الحزب الهرمة، وبعد أن قام بانتقاء المؤتمرين حسب ذوقه وهواه، بعد التشطيب على عضوات وأعضاء اللجنة المركزية التي أفرزها المؤتمر الوطني التاسع والتي أوصلته إلى الأمانة العامة، في مشهد سريالي تمتزج فيه الدراما بالكوميديا السياسية في أبهى تجلياتها”.
واتهمت غانمي، التي سبق أن اشتغلت مستشارة في التواصل بديوان عبد السلام الصديقي، وزير التشغيل سابقا، في حكومة ابن كيران، بـ”تقطيع أوصال الحزب وفصل جذوره عن راهنه وتعريض مستقبله لعواصف أنفاسك ومتنفساتك الديمقراطية الزاخرة”.
وقالت وهي توجه كلامها إلى بنعبد الله إن “أقوى مشهد بذلك الحوار، هو تبريرك لعدم تعارض الولاية الثالثة مع المنهجية الديمقراطية ومع شعار “النفس الديمقراطي الجديد”، بأن التمديد هو قرار حزبي سيادي. وهنا نسائلك عن الهيئة الحزبية التقريرية التي اتخذت هذا القرار؟ وأردفت بالقول، بأن القرار اتخذ بشبه الإجماع من داخل “الديوان السياسي” للحزب، والحال أن هذه الهيئة تنفيذية وليست تقريرية؟؟؟ وإذا كنت تقصد أن القرار قد اتخذ، في إطار برلمان الحزب، أي اللجنة المركزية، فنسائلك، عن تاريخ وجدول أعمال الدورة التي اتخذ فيها هذا القرار، لكي يصبح “سياديا”؟؟؟ والأخطر أنك شطبت على ثلاثة أرباع أعضاء اللجنة المركزية التي “مكنتك من ولوج “الأمانة العامة” قبل “المؤتمر”. فعن أي قرار وعن أية سيادة حزبية تتكلم؟؟؟”.
في السياق نفسه، انتقدت غانمي، التي تشغل أيضا، منصب رئيسة منظمة فضاء المواطنة والتضامن، تحالف بنعبد الله مع الإسلاميين،موجهة كلامها له قائلة “لقد رميت الحزب بأكمله في جبة الإخوان، حتى صرت “ناطقا غير رسمي باسمهم”، والأدهى و الأنكى أن القنوات التي دأبت على تصريف خطابك الشخصي وليس الحزبي من خلالها، كانت قنوات تنظيمية داخلية لحزب القنديل؟”.
واتهمت بنعبد الله بالمشاركة مع الاسلاميين في تبني قرارات مُحجفة في حق الشعب” فعلى مستوى الأداء الحكومي، يكفي المغاربة “قهرا” ما أنعمت عليهم به، بمعية حليفك مرشد الإخوان، من صنوف السياسات و القرارات اللاشعبية، من قبيل قانون تشغيل القاصرات، وإلغاء صندوق المقاصة، وإفساد منظومة التقاعد، ونظام التشغيل بالتعاقد، و نظام المقايسة، وتعويم الدرهم والإجهاز على القدرة الشرائية، ووأد الطبقات الوسطى والهشة، وإثراء الأثرياء، وإفقار الفقراء، واغراق البلد بالديون الداخلية والخارجية، واستفحال البطالة، وتبادل الريع والمصالح بينك وبين الإخوان في إطار التوظيفات والتعيينات المشبوهة في كافة مرافق ومفاصل ادارات الدولة، بناء على الولاءات والزبونية والمحسوبية، مما أفرغ الادارة من محتواها وجعلها غير قادرة على أداء وظائفها الأساسية، واستشراء الريع والفساد في كل أوصال البلاد …مما أفقد المواطنين الثقة في المؤسسات وينذر بأوخم العواقب السياسية لا قدر الله، هذه الحصيلة توجت بإعفائك اثر ثبوت التقصير في مهامك الحكومية ومنها المرتبطة بمشروع الحسيمة منارة المتوسط، فقلت مع نفسي أنك بالتأكيد لا يمكن أن تكون قصدت بكلامك هذه الحصيلة، بل ربما قصدت الحصيلة السياسية ؟
واتهمت غانمي بنعبد الله بـ” طمس هوية الحزب الذي حولته إلى حزب “هامشي”، والارتماء في أحضان “الإخوان الرفاق” أو “الرفاق الإخوان”، على رأي مرشدهم، وتحويل حزب السبعين سنة إلى ملحقة لحزب “القناديل”، واستبدال تراكمات النضال والفكر التي خطها الرواد أمثال عبد الله العياشي، وعبد السلام بورقية وعزيز بلال، ومن على شاكلتهم، بمشاهد فرجوية مؤسفة حطت من قيمة الفكر والنضال والممارسة السياسية كما عهدناها في مدرسة التقدم والاشتراكية، وأنت ومن معك تحاكون بؤس النماذج الجديدة في الحقل السياسي من قبيل خطاب التماسيح والعفاريت، والوعظ والإرشاد في شواطئ المنصورية، وملاحم الرومانسية الوزارية والحكومية، والدوش والناموسية… وهكذا فهمت مرة أخرى أنك لا تقصد هذه الحصيلة السياسية بل بالتأكيد قصدت الحصيلة الانتخابية؟