لقاء موسيقي آسر بين المعلم حميد القصري وفرقة “سناركي بوبي” الأمريكية

استهل مهرجان كناوة وموسيقى العالم، الذي افتتحت نسخته الواحدة والعشرون الخميس بالصويرة ، برنامجه الفني بلقاء موسيقي آسر جمع بين الفنان المغربي المعلم حميد القصري وفرقة “سناركي بوبي” الأمريكية.

فهذه الدورة من المهرجان، المنظمة تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، اختارت أن يجمع حفل الافتتاح على منصة مولاي الحسن بين المعلم حميد القصري ، الذي يتمتع بصيت دولي كبير، وبين الفرقة الموسيقية للجاز والمزج الآلي القادمة من بروكلين.

وقد نجح هذا المزج الرائع في شد أسماع جمهور غفير من سكان المدينة ومن زوارها من المغاربة والأجانب ، الذين تفاعلوا مع إيقاعات أغان صوفية من ريبرتوار حميد القصري مرفوقا بعزف أفراد الفرقة الأمريكية الموهوبة التي تقوم بأول زيارة لها إلى بلد أفريقي، وإن كان عازف البيانو بيل لورانس من المتعودين على حضور مهرجان كناوة بالصويرة.

ويأتي هذا المزج الفني الراقي للمعلم القصري ، الذي كان ثمرة إقامة فنية استمرت أسبوعا كاملا، ليتوج عددا من نجاحاته الأخرى في ابتكار أساليب فنية مختلفة، تتوخى الإدهاش والإمتاع، كان آخرها سنة 2011 مع هميون كان وشهين شاهدة ، وقبلها مع كريم زياد سنة 2010 في ألبوم “يوبادي”، وقبلهما سنة 2004 مع عازف البيانو النمساوي الراحل جو زلابينول.

أما فرقة “سناركي بوبي” ، التي أسسها الملحن وعازف الباص مايكل ليك سنة 2004 فقد ضمت في البداية عددا من طلاب جامعة شمال تكساس يتحدرون من جنسيات مختلفة (اليابان، الأرجنتين، كندا، بريطانيا وبورتوريكو). وتضم أزيد من 25 موسيقيا متناوبا إذ أنها عزفت إلى جانب فنانين كبار من عيار إيريكا بادو وسنوب دوك وكيندريك لامار ودانخيلو أدوا بلهجات وتأثيرات من مختلف بلدان العالم.

وقد فازت الفرقة بثلاث جوائز غرامي ، أولاها هي جائزة أفضل “أداء آر أند بي” سنة 2014 لأدائها أغنية “سام ثينغ” لبريندا راسل، وجائزة أفضل ألبوم معاصر بالآلات سنتي 2016 و2017 عن ألبومات “سيلفا” و”كولشا” و”فولشا”.

وفي تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، قال مايكل لينك إن المشاركة إلى جانب فنان كبير كالمعلم القصري فرصة رائعة تتيح تعلم أشياء جديدة، مشددا على أهمية مواكبة المعلمين الشباب على الصعيدين الشخصي والمهني وتشجيعهم على الإبداع من أجل تأمين استمرارية الموسيقى الكناوية ذات الحمولة الروحية، ما يجعلها تدخل الإنسان في عوالم خاصة.

ولم يقتصر حفل افتتاح هذه الدورة من المهرجان على “لقاء العمالقة” فقط، بل تعداه إلى تقديم حفل آخر متميز للمعلمين إسماعيل رحيل وإبراهيم حمام وخالد سانسي من مدرسة كناوة الدار البيضاء ، وحفل ثالث لفرقة هوبا هوبا سبيريت ، وذلك في مسعى من منظمي المهرجان إلى تأمين الخلف وتشجيع الشباب وغرس ثقافة “تاكنويت” في أوساطه.

وفضلا عن منصة ساحة مولاي الحسن، احتضنت (دار لوبان) حفلين للمعلم حدادة والمعلم أحمد باقبو، وزاوية عيساوة حفلا للمعلم حسن كاديري وآخر للمعلم عمر حياة، وزاوية سيدنا بلال حفلا موسيقيا بعنوان “ألوان الصويرة” وكذا تكريما لمعلمين من الصويرة .

وكان السيد هشام الجباري رئيس المجلس الجماعي لمدينة الصويرة، أعلن عن انطلاق الدورة الواحدة والعشرين لمهرجان كناوة وموسيقى العالم التي تصادف الاحتفال باليوم العالمي للموسيقى والتي تكرس الموقع التاريخي للصويرة ، الميناء القديم لإفريقيا، كملتقى للطرق نحو القارة .

يشار إلى أن موكب افتتاح الدورة الحالية من المهرجان ، الذي رأى النور سنة 1998، انطلق من باب دكالة بالمدينة بمشاركة العديد من الفرق الكناوية ، وبحضور السيد أندري أزولاي مستشار صاحب الجلالة والرئيس المؤسس لجمعية الصويرة موغادور وعدد من السفراء والقناصل والمسؤولين والفنانين والإعلاميين.

Total
0
Shares
المنشورات ذات الصلة