بعد أية مهمة أو تكليف بملف لابد من تقديم الحصيلة والحسابات، يكون الهدف منها حصر المنجز من الأهداف المحددة وكلفة العملية برمتها، حتى تكون الأمور واضحة وفي كامل الشفافية. فمولاي حفيظ العلمي، رئيس لجنة ترشيح المغرب، مجبر اليوم على تقديم الحسابات في الملف الذي قدمه المغرب لاستضافة مونديال 2026. وفوزي لقجع، رئيس الجامعة الملكية لكرة القدم ، بدوره مطالب بتقديم حصيلة المشاركة المغربية في المونديال خصوصا أن ما قيل ليس هينا بخصوص التبذير والإسراف.
وما دام الجميع ينادي بربط المسؤولية بالمحاسبة، من المواطن البسيط إلى أعلى سلطة في البلاد، لابد من محاسبة المسؤولين عن النتائج أو على الاقل ليخرجوا عن صمتهم ويوضحوا للمغاربة جميعا لماذا فشلوا في احراز شرف تنظيم المونديال؟ ولماذا انهزم منتخبنا بهذا الشكل في المونديال الروسي؟ واين صرفت ملايير الميزانيات؟ ولماذا نوموا المغاربة في العسل شهورا وقدموا الوعود والتصريحات المضللة؟
ولاندري حتى الان ان كان العلمي شعر بالمرارة التي تجرعها 40 مليون مغربي، أم أنه كان له احساس مختلف عن باقي المواطنين الذي كان يعرض ملفا باسمهم. وهل سعد لقجع بالأداء المخجل والهزائم المتتالية أم فرح بركوب الطائرات الخاصة وصرف أموال المغاربة المقهورين لاستضافة من هب ودب؟
جمبع المغاربة إذن ينتظرون أن يتحمل المسؤولون مسؤوليتهم ويتصرفوا على مستوى نتائجهم.. فلا تكون النجاحات لهم والاخفاقات لغيرهم.. لأنه حان الوقت لنقولها بصوت مرتفع : نريد تفعيل مبدأ ربط المسؤولية بالمحاسبة وإلا فإن أملنا في مونديال 2030 لاطائل منه ومشاركتنا في مونديال مقبل ستكون بعد 20 أو 40 سنة أخرى.