دعا الملك محمد السادس الحكومة، إلى إنجاح الحوار الاجتماعي، الذي أقبره عبد الإله ابن كيران رئيس الحكومة السابقة، وفشلت حكومة سعد الدين العثماني، بعد أزيد من سنة ونصف على تنصيبها في إحيائه.
وطالب الملك في خطاب العرش، الذي ألقاه يوم الأحد بمناسبة مرور 19سنة على توليه مقاليد الأمور، مختلف الفرقاء الاجتماعيين، باستحضار المصلحة العليا، والتحلي بروح المسؤولية والتوافق، قصد بلورة ميثاق اجتماعي متوازن ومستدام، بما يضمن تنافسية المقاولة، ويدعم القدرة الشرائية للطبقة الشغيلة، بالقطاعين العام والخاص.
ولفت الملك انتباه للحكومة إلى أن الحوار الاجتماعي واجب ولابد منه، وينبغي اعتماده بشكل غير منقطع. وعليها أن تجتمع بالنقابات، وتتواصل معها بانتظام، بغض النظر عن ما يمكن أن يفرزه هذا الحوار من نتائج.
يشار إلى أن حكومة الإسلاميين لم تنجح، طيلة سبع سنوات، في فك عقدة الحوار الاجتماعي مع النقابات، لأسباب ترتبط بموقف البيجيدي، الذي قاد التجربة الحكومية السابقة ويقود التجربة الحالية، المتعنت، والمتصلب، والرافض للعرض الذي تقدمت به المركزيات النقابية، خاصة في ما يتعلق بالزيادة في الأجور، إذ ترفض الحكومة هذا المطلب بمبرر الإكراهات المالية. بل إن الحكومة الحالية أكدت في أكثر من مناسبة على لسان وزيرها في التشغيل محمد يتيم، أنها ستلجأ إلى تنفيذ العرض الذي تقدمت به إلى النقابات بشكل أحادي ، إذا رفضته النقابات، وهو موقف يوحي بالكثير حول طريقة تعامل حكومة الإسلاميين مع الحوار الاجتماعي، الذي تعثر منذ توليهم شأن التدبير الحكومي قبل سبع سنوات.
ولكن خطاب العرش، من شأنه أن يلزم الحكومة على التخلي عن التعنت وسياسة الهروب إلى الأمام، ويدفعها إلى الجلوس مجددا مع النقابات، وتقديم تنازلات بهدف التوصل إلى اتفاق معها، بما يضمن الاستقرار والسلم الاجتماعيين.