اعتصم الطلبة المهندسون بالمدرسة الوطنية العليا للكهرباء والميكانيك ليلا في بهو الإدارة، احتجاجا على مجموعة من الخروقات، والاختلالات التي تشهدها هذه المؤسسة التعليمية العمومية، التي أهملت إدارتها التكوين الذي أسست من أجله، وأصبحت تلهت وراء التكوين المستمر، الذي يذر الأموال على جيوب الإدارة والمكونين.
وكان الطلبة، حسب مصدر من التعاضدية بالمدرسة، أضربوا عن الدراسة أيام الأربعاء، والخميس، والجمعة، قبل أن يلجأوا إلى الاعتصام ليلا، بعد استنفاذ كل السبل، وعدم فتح حوار مع ممثليهم.
واستعرض مصدر من الطلبة المهندسين مشاكل المدرسة العليا للكهرباء والميكانيك وقال إن وضعية المدرسة “كارثية”، وأشار إلى أن الطالب المهندس أصبح يعاني من واقع أليم، وسط هذه المؤسسة ، التي تحولت حسب المصدر من مؤسسة لتحصيل العلم، إلى سوق سوداء لجني الأموال والثروات، من خلال تهميش التكوين الأساسي الذي خلقت من أجله المؤسسة إلى الاهتمام بالتكوين المستمر بالمقابل المادي.
وعلى المستوى البيداغوجي استنكر الطلبة أشد الاستنكار سياسة الإهمال الممنهجة للتكوين الأساسي، التي تعتمدها الإدارة و المتلخصة في عدم تدريس بعض مواد الأسدس الأول حتى الأسدس الثاني، وتدريس بعض مواد التخصص من طرف أساتذة مؤقتين، وعدم الإعلان عن نتائج الامتحانات في وقتها المحدد، حيث أن بعض المواد أجريت امتحاناتها في الأسدس الأول، ولم يعلن عن نتائجها حتى الأسدس الثاني، وما يبين أيضا عن إهمال الأطراف المعنية، فإن مجموعة من مواد الأسدس الأول أجريت دورتها الإستدراكية موازية لامتحانات الأسدس الثاني، نهاية الموسم الدراسي، ما يزيد من صعوبة مجاراة الطالب المهندس لهذه السلطة المفقود طعمها، حسب المصدر، ما ترتب عنه تأخير الموسم الدراسي بأسابيع.
كما سجل المصدر نقص كبير في أجهزة الأشغال التطبيقية، سواء بقدم أغلبيتها أو بالاحتفاظ بجديدها داخل علب تقيها غبار السنين، متسائلا أهذه الأجهزة اشتريت لتنمية الجانب التقني التطبيقي لدى الطالب أم لتبرير الأموال الطائلة المخصصة للبحث العلمي.
كما سجل عدم برمجة الزيارة الميدانية للشركات، والخصاص المهول في الأساتذة، وانعدام أدنى شروط تحصيل العلم داخل البناية المسماة بـ”قاعة المطالعة”، وتغيير بعض القوانين البيداغوجية.
وأشار المصدر إلى أن ما زاد الطين بلة، وأشعل الفتيل لهيبا، هو لهط الإدارة وهرولتها إلى فتح أسلاك في آفة التكوين المستمر، التي لا صلة لها بالتكوين الأساسي، وأعطى على سبيل المثال، شعبة تسيير الموارد البشرية، وإجازة الهندسة المدنية، موضحا أن الانشغال الوحيد للإدارة أصبح هو تسيير هذه الآفة، التي جعلوها مصدر جني للأموال التي تقدر بالملايير، وإنجاز مشاريعهم الخاصة. فانزاح التكوين المستمر عن هدفه الرئيسي المتجلي في خدمة التكوين الأساسي، حيث أصبح يهدمه ويخربه، لا يخدمه، متابعا أن لبسا أصبح يكتنف الموضوع، مع استشراء التكوين المستمر، هل تحولت المدرسة إلى شركة خاصة يجني أصحابها الأرباح على حساب سمعة المدرسة، ومهندسي الدولة أم داخل مدرسة وطنية عليا للمهندسين..
اما على مستوى المرافق والداخلية، يقول المصدر، أن الأخيرة (الداخلية) أصبحت في حالة مزرية ويرثى لها حيث تنعدم فيها أدنى شروط العيش والسلامة، مذكرا بالاجتماع الذي عقده مكتب الطلبة، السنة الماضية، مع رئيس الجامعة وإدارة المدرسة، حيث تم الاتفاق على إصلاح الداخلية في العطلة الصيفية، ابتداء من شهر يوليوز، كي تكون جاهزة في بداية شهر شتنبر، وإسكان الطلبة الذين سينجزون تداريبهم في فترة الإصلاح في داخلية EST، لكن بعد نهاية الموسم الدراسي وبدء الطلبة في تداريبهم أقدمت الإدارة على تهجيرهم القسري من الداخلية وإسكانهم في “قاعات الدروس!!؟؟؟”، والضرب عرض الحائط بالاتفاق الذي تم مع مكتب الطلبة ورئيس الجامعة، قبل أن يفاجأ الطلبة بأن الإصلاحات الترقيعية لم تبدأ حتى شهر شتنبر، وتم بسببها تأجيل الدخول المدرسي حتى 12/10/ 2015.
وإضافة إلى الحالة المزرية لمرافق الداخلية يسكن هذه السنة أربعة طلبة في غرفة، واحدة لا تتجاوز مساحتها 18 متر مربع، معدل 4 متر مربع لكل طالب، حيت تنعدم أدنى شروط الحياة.