استغرب محمد دعيدعة، المستشار البرلماني عن النقابة الوطنية الديمقراطية، الخرجة “الفيسبوكية” للمستشار البرلماني عبد العالي حامي الدين، واعتبرها دعيدعة “خرجة غير موفقة”، وفيها “قلة احترام للبرلمانيين” وهيئات سياسية ونقابية.
وكان حامي الدين كتب في تدوينة على موقع التواصل الاجتماعي “فيسبوك” ما يفيد أن كل من اصطف خارج صف حزبه العدالة والتنمية هو في صف “التحكم” ومن بجانب حزبه فهو مع الصف “الديمقراطي”.
واعتبر دعيدعة، في تصريح لـ“إحاطة. ما”، أن حامي الدين، الذي طالما أعلن أنه يرفض التحكم، خرج في هذه التدوينة وكله تحكم في إرادة الناس، وطالبه باحترام إرادة الأشخاص، واصفا ما كتبه على الفيسبوك بـ”الكلام الغير مسؤول”.
واستغرب دعيدعة تناقض حامي الدين، الذي صرح أمام الجميع في بهو البرلمان، أمس الثلاثاء، أن عملية انتخاب رئيس مجلس المستشارين درس ديمقراطي، لا بد من احترامه، ليصبح على تدوينة مناقضة لما قاله، وتحكمية وأنانية ونرجسية لم يسبق أن شهدها المشهد السياسي أن كل من مع العدالة والتنمية فهو “وطني”، و”ديمقراطي”، وكل من اختلف معه، حتى ولو في لحظة أو استحقاق فهو “لا وطني” و”لا ديمقراطي”، وهذا ما يتضح، حسب دعيدعة، في محطات عدة، وفي أزمنة متقاربة، تناقض مواقف البجيدي من الأحزاب الحليفة والغير حليفة، ومن القادة السياسيين، يرفعهم لدرجات عالية عندما يكونون إلى جانبه وينزلهم إلى الدرك الأسفل في أول اختلاف بل يخونهم، ويتهمهم بالفساد.
واستغرب دعيدعة كيف قرأ حامي الدين التحالفات، ومن تكهن له بمن صوت على حكيم بنشماش رئيسا، ومن صوت لصالح عبد الصمد قيوح.
وأضاف دعيدعة أن حامي الدين غير مؤهل لإصدار الأحكام في حق الناس والأحزاب، وعليه احترام الإرادات، واحترام زملاء له في البرلمان، وأن يعرف حجمه الحقيقي.
وقال حامي الدين “البارحة انتخب مجلس المستشارين رئيسا له بفارق صوت واحد، كانت المنافسة قوية بين جبهتين، في الجانب الاول اجتمعت أصوات الاستقلال والعدالة والتنمية والتقدم والاشتراكية والاتحاد الاشتراكي، بالاضافة إلى نقابتا الاتحاد المغربي للشغل ونقابة الاتحاد الوطني للشغل بالمغرب، في الجانب الآخر التفت أحزاب الحركة الشعبية والتجمع الوطني للأحرار والاتحاد الدستوري وبعض النقابات الصفراء حول مرشح التحكم”، مستعيرا قولة شهيرة ارتبطت بسقوط نظام زين العابدين في تونس “هرمنا من أجل هذه اللحظة التاريخية”، التي “يقع فيها فرز حقيقي بين أحزاب الصف الديمقراطي، المنبثقة عن إرادة الشعب، وبين أحزاب الصف التحكمي المنبثقة عن إرادة التحكم والسلطوية”، حيث تحول حميد شباط، الأمين العام لحزب الاستقلال، الذي انسحب من الحكومة، وأصبح العدو الأول للعدالة والتنمية إلى حليف، واتهم بأنه “رمز الفساد” في فاس، وإدريس لشكر، الكاتب الأول للاتحاد الاشتراكي، الذي كال له بنكيران وكل أعضاء العدالة والتنمية، حلفين “تاريخيين”، تطلب حسب حامي الدين، “استخلاص الدروس اللازمة من هذه اللحظة التاريخية، والتفكير في جدول أعمال وطني للنضال الديمقراطي على أرضية أكثر وضوحا والتزاما”.