برلماني بيضاوي يبكي في حضرة لفتيت

لم نخطئ حين سبق أن كتبنا أن برلمانيين هجروا لجانهم وهرولوا، الأربعاء، نحو القاعة 5 بمجلس النواب، لحضور أشغال لجنة الداخلية والجماعات الترابية والسكنى وسياسة المدينة، من أجل دراسة مشروع الميزانية الفرعية لوزارة الداخلية برسم السنة المالية 2019، وتقديم مشروع قانون رقم 47.18 يتعلق بإصلاح المراكز الجهوية للاستثمار وبإحداث اللجان الجهوية الموحدة للاستثمار، لم نخطئ لأن بعض البرلمانيين يستغلون الفرصة من أجل عرض مشاكلهم الخاصة، نعم، مشاكلهم الخاصة لا مشاكل الدائرة التي يمثلونها، فبالأحرى مشاكل الأمة.
المناسبة هنا ما كتبه الزميل عبد الله الكوزي، الصحافي في يومية الصباح، على حسابه الخاص بموقع التواصل الاجتماعي (فايسبوك)، حين كتب في تدوينة، تحت عنوان، “برلماني يبكي أمام لفتيت”، أنه سبق أن “غطى أشغال البرلمان لمدة تزيد عن عشرين سنة، ولم يسبق له أن شاهد برلمانيا يذرف الدموع أمام وزير الداخلية في اجتماعات لجنة الداخلية”. قبل أن يستذرك “نعم لقد حدث ذلك، الأربعاء، والمذرف للدموع، ليس سوى البرلماني البامي شفيق عبدالحق، الذي كان يتحدث عن تزوير ملكية الأراضي المسترجعة، وأراضي الأحباس في منطقة اولاد حدو بضواحي الدار البيضاء”.
ويبدو أن البرلماني عبد الحق شفيق، الذي لا علاقة له بلجنة الداخلية والجماعات الترابية والسكنى وسياسة المدينة، التي ترأسها زميلته في الحزب، زكية المريني، “استعار” مكانه من صديقه في الحزب هشام لمهاجري برلماني شيشاوة، ليجد فرصة للتقرب من وزير الداخلية عبد الوافي لفتيت، ويروي له ما يعتبره “ظلما”، ويستقوي على السلطات المحلية والإقليمية بعين الشق، بوزير الداخلية، خاصة أن الأخير “بقا فيه عبد الحق”، حسب الكوزي، و”تدخل على الفور، وطلب منه التوقف عن سرد تفاصيل التزوير، وطلب منه زيارته في مكتبه من أجل الاطلاع على تفاصيل الملف”.
ولم يستبعد مصدر أن هرولة شفيق نحو لجنة الداخلية يعود بعد توافد الشكايات التي تلقتها السلطات بالمنطقة حول حي صناعي عشوائي شيد على مساحات كبيرة، يضم مخازن ومعامل ومستودعات، قيل إنه في ملكيته، مثل مستودع ضخم للسيارات عشوائي، شوه معالم المنطقة، ومنازل، ما جعل السلطات تتحرك لإرجاع الأمور إلى نصابها، فلم يجد البرلماني من فرصة غير مناقشة ميزانية وزارة الداخلية ليذرف الدموع أمام لفتيت، ويستقوي على السلطات المحلية والإقليمية.
وعلق مهتمون متسائلين إن كان برلمانيا يبكي فماذا يفعل المواطن المغلوب على أمره، والذي لا فرصة له للقاء مسؤول محلي فبالأحرى وزير، مستغربين لجوء منتخب إلى أسلوب الاستعطاف والبكاء، وهو الذي يجب أن يكون النموذج للدفاع مصالح المواطنين والوطن، وأن القضاء هو الفيصل في مثل قضيته بدل الاستقواء بالداخلية، فماذا ترك للمواطن العادي.
صور لبعض المباني العشوائية (مخازن ومستودع سيارات)




Total
0
Shares
المنشورات ذات الصلة