لم يكن دخول التشكيلية فاطنة شعنان إلى عالم الرسم من باب الصدفة، فالفتاة التي تربت بين أحضان أب فلاح، فتحت عينيها على ألوان الطبيعة وجمالها، وبدأت الرسم على الورق في سن صغيرة.
فاطنة شعنان، ابنة الدار البيضاء، والتي قادتها الصدفة ذات يوم إلى اكتشاف ورشة لتعلم أبجديات الفن التشكيلي الاحترافي في مدينتها، أصبحت اليوم من أهم العارضين في المعرض الوطني للاقتصاد الاجتماعي والتضامني، الذي تشرف عليه وزارة الصناعة التقليدية، بشراكة مع مركز محمد السادس للتضامن الاجتماعي.
قبل سنوات اختارت شعنان أن ترسم لوحاتها والاحتفاء بها في الظل، مع العائلة والمقربين فقط، إلا أنها ارتأت في الفترة الأخيرة الخروج برسوماتها إلى العلن، وتنظيم معارض صغيرة بالإضافة إلى مشاركتها في بعض التظاهرات الوطنية والدولية.
تقول شعنان في تصريحها لموقع إحاطة.ما: “رغم أن المحيطين بي كانوا يعجبون بأعمالي، لكن بعد الاستفادة من تكوينات في تخصصات مختلفة وجدت ضالتي في التشكيل، لأقرر دراسة تقنياته، ومن تم بدأت حكايتي مع رسم اللوحات بالصباغة الزيتية وبطريقة أكثر احترافية”.
اختارت التشكيلية شعنان من بيتها ورشة ومعرضا في ذات الآن، محيطة لوحاتها بدفئ الأسرة وحس شقاوة الأبناء، فالأم لثلاث أطفال، تحرص على ترجمة حس طفولة أولادها بألوان حية على لوحاتها، محافظة على الأصالة التي تربت عليها في بيت والديها والتي تظهر جليا في لوحاتها.
تجد شعنان المتعة أمام لوحاتها، “أصبح في حالة أخرى نفسية ووجدانية وأنا أرسم، وكأنني أسافر إلى عالم آخر”، تقول التشكيلية التي لا تبلغ نشوتها إلى بجلوسها لساعات لرسم.
مرت أكثر من 10 سنوات على أول درس أخذته الفنانة فاطنة شعنان في الفن التشكيلي، كبرت الطفلة ابنة الفلاح، وكبر معها حلمها. حلم إيصال لوحاتها إلى العالمية، وكلها طموح أن يصبح المغرب قبلة لأكبر الرسامين العالميين.