“كليشي” نصف القرن…كل ما تعرفونه عن هذه الصورة التاريخية خاطئ

من لا يعرف هذه الصورة الشهيرة لأولمبياد ميكسيكو سنة 1968؟، عندما أصر عداءان أمريكيان على الصعود إلى منصة التتويج بأقدام حافية، مرتدين قفازا واحدا لكل منهما، بعدما لم يجدا زوجين اثنين، رافعين أيديهما نحو السماء وبرأسين ينظران إلى الاسفل، الصورة التي أخت للحظة تحدي بشري للظلم والعنصرية، صورة احتجاج على الميز العنصري، وتحولت لمشهد خالد في الذاكرة الجماعية للإنسانية ورمزا للتحرر والحقوق بين البشر كيفما كان لونهم أو عرقهم.
كثيرون ريون في الصورة بطلين فقط، أما الثالث الأبيض فكثيرون أدانوه قبل أن يعرفوه، لأنه فقط أبيض البشرة.
يزمها اعتبر تصرف جون كارلوس وطومي سميت تمردا على سياسة الولايات المتحدة فيما يخص السود من أصول إفريقية، لكنها في الوقت ذاته، حملت كليشيها سلبيا عن العداء الأبيض الموجود في المنصة، وكثيرون ظلموا هذا الرجل على مر نصف قرن تقريبا، كيف ذلك؟.
“كليشي” أو الصورة النمطية التي تركتها صورة ميكسيكو 1968، أدانت العداء الأبيض، على اعتبار أنه لم يرفع يده ولم ينزل نظراته إلى الأرض، وكأنه معترض على ما قام به جون وطومي، لكن تحقيقا نشره موقع “ديموتيفاتور” أظهر العكس تماما.
العداء الأبيض الظاهر في الصورة والمحتل للمرتبة الثانية في سباق 200 متر، هو عداء أسترالي يدعى بتير نورمان، ومن يقول استراليا الستينات، يقول أيضا نظام الميز العنصري ليس فقط في حق الملونين، بل إنما في حق الشعب الأصلي للقارة الخامسة.
قليلون يعرفون أن جون وكومي قبل أن يصعدا إلى المنصة استشارا نورمان حول نيتهما تسلم الميداليات بأقدام حافية للتضامن مع فقراء أمريكا السود، فما كان منه إلا أن شجعهما، واخبرهما أنه يساندهما، لأن رسالتهما نبيلة وتهم البشرية جمعاء، بل اقترح أن يضعوا ثلاثتهم شارة كتب عليها من أجل الحقوق للجميع.
بعد مرور قرابة نصف قرن على تلك اللقطة التي دخلت كل كتب التاريخ، وصارت رمزا للانعتاق، لأنها كانت أول رسالة احتجاج ضد الميز العنصري.
يحكي جون سميت تفاصيل تلك الأمسية الصيفية، ويقول “كنت أعتقد وطومي أن ما نخطط له سيخيف لا محالة بتير نورمان، فسألناه إن كان يؤمن بالحقوق للجميع، دون تمييز بين العرق واللون، فأجاب ، نعم أومن بها، اعتقدنا أننا سنخيفه، لكننا وجدنا لديه مساندة وحبا كبيرين، وقال لنا “سأكون معكما”.

حقوق

Total
0
Shares
أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

المنشورات ذات الصلة